تمر علينا وقائع التاريخ التي ذكرها أقدس الكتب "القرآن الكريم" مروراً عابراً بالكثير من الأحيان بدون التأمل الجاد بمعانيها، ولعل ذكر النبي موسى عليه السلام هو الأكثر بالقرآن فله الكثير من القصص التي لها عبر خالدة ومن أشهرها قصة سحرة فرعون.
قال تعالى: "فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ، قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ، فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ، فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ، قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ،قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ، إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ".
إن العبرة الحقيقية من وراء حادثة السحرة التي حشر لها فرعون الناس لكي يهزم موسى عليه السلام تكمن في انقلابهم الواعي الراسخ الايمان من معسكر الضلال إلى معسكر النور رغم وعيد وتهديد فرعون المشهور ببطشه والذي أمد الله في عمره ورزق بلده من الثمرات، فقد هددهم بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ولكنهم ما ترددوا لحظةً بالانقلاب التاريخي للحق وتبيان فساد عقيدة فرعون الذي نفذ وعيده بهم ورغم ذلك قضوا شهداء في سبيل الحقيقة.
ياله من درس للأجيال، فإتباع الحق والتضحية من أجله لابد وأن يكون بصفاء النية ونقاء السريرة، فلم ينتظر السحرة تحرك الناس لإنقاذهم من بطش فرعون، لم ينتظروا أن ينبهر العالم بحكمتهم وقوة سحرهم، ضحوا بكل ما يملكون وهم المنعمون برغد العيش، قدموا أغلى ما عندهم وهي أرواحهم في سبيل الحق، وهكذا ينتصر الثائرون وهكذا يخلد المحاربون من أجل الحرية.
وسأكتفي في ما يلي بطرح ثلاثة أمثلة أخرى لتوضيح الفكرة وترسيخها في الأذهان:
١- تشي غيفارا: هذا البطل التاريخي الخالد، الذي نختلف معه في توجهاته العقائدية والروحية، ونختلف معه في آرائه الفكرية، ولكننا نقف له وقفة احترام وعز بكفل فخر، فأي قائد ثورة منتصر يتخلى عن منصبه وزعامته ونعيمه ليذهب لشتى بقاع الكرة الأرضية ثائراً عالمياً يحس بقلبه وروحه بألم كل صفعة وكف تتوجه لكل حرٍ بالعالم.
وأي نهاية عظيمة اسطورية لك يا غيفارا، لقد ذهب لبوليفيا تاركاً عياله وزوجته رغم مرضه وتعبه واجهاده، استمر ١١ شهراً محاولاً التحشيد للثورة ولكنه اصطدم بحاجزين، خوف الناس من بطش النظام بهم، وانحياز الحزب الشيوعي البوليفي ضده وعدم تجاوبه معه، فترك في منطقة نائية بدون اتصالات ولا تعبئة ولا طعام ومعه عشرات من المقاتلين فقط، وقامت المخابرات العسكرية الأمريكية ومعها القوات الخاصة البوليفية بمراقبته ومتابعته عن كثب حتى تم أسره وإعدامه بعد أن قاسى من الوحدة وقلة الناصرين، لكنه في سبيل الحرية ما انتظر انبهار العالم به ولا تخليده ولا حتى نصرة أهل بوليفيا له، فبقي مقاتلاً حتى آخر لحظات حياته وحين إعدامه قيل أنه عض على ملابسه ولم يصرخ وهم يطلقون عليه النار الذي بتر يديه فمات فاتحاً عينيه ينظر بها قاتله، وخلده التاريخ لرجولته وبطولته.
٢- عز الدين القسام: الشيخ المجاهد الشهيد الذي قاد ثورة انقاذ فلسطين من براثن الصهيونية ولم يلبي نداءه أحد، هاجر من سوريا لفلسطين وجاهد بالله خير جهاده وحين تمت محاصرته في إحدى القرى رفض الاستسلام وقاتل الجيش البريطاني وسلاحه وعديد أنصاره لا يقارن بعدتهم وعددهم وسلاحهم ولكن بسبب عقيدته الجهادية ورغم قلة عدد أتباعه الذين لم يتجاوزوا الخمسة عشر مقاتلاً فقد قتل عشرات من الجيش البريطاني مما اضطر الجيش لفتح الحصار وترك الشيخ وأتباعه يذهبون ولم يصابوا إلا ببعض الجراحات.
اتصل بمفتي فلسطين أمين الحسيني الذي رفض الجهاد بثلاثينات القرن المنصرم ودعا القسام لحل قضية فلسطين بالطرق السلمية لعدم تكافئ القوة العسكرية، طلب العون من الحكام والقادة العرب فكانوا مخبرين ضده، بقي وحيداً مع قلة عدد ناصريه حتى استشهد مع أقرانه، ولكن دمه كان لهيباً في قلوب الثائرين فهو البذرة الحقيقية والسبب الرئيس لتأسيس حركتي حماس والجهاد الاسلامي بعد ٥٠ عاماً، وما كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس إلا شاهداً على انتصار دمه على من قتله وأرداه.
٣- أصحاب الأخدود: قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق".
إنها من روائع قصص القرآن الكريم، فالفتى الذي آمن بكلام الراهب واعتقد بربه هزم إغواء الساحر وكيد الملك حتى أعدمه الأخير بنبلته وهو يقول بسم الله رب الغلام، فانقلب الناس مؤمنون برب الفتى الشهيد وما لبث ملكهم أن حفر أخدوداً عظيماً وجمع فيه الأخشاب والوقود وأشعله وخير الناس بين ترك عبادة الله أو إحراقهم فأبوا الرجوع عن الحق حتى إن أماً تحمل رضيعها بين كفيها ترددت خوفاً من لهيب النار المشتعلة فتكلم بقدرة الجبار مخاطباً والدته: يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.
ضحى أصحاب الأخدود بأرواحهم في سبيل الله والدين، لم يبالوا أوقع الموت عليهم أم على الموت وقعوا لأن التضحية في سبيل الحق ولو كان بها فناء القوم عن بكرة أبيهم فهي خير الجهاد وأعظم الطاعات.
فيا عشاق أبي عبد الله الحسين معلم الأحرار، يا من هتافكم هيهات منا الذلة وشعاركم لن نركع إلا لله، قاوموا المعتدين بكل ما تملكون، كونوا حسينيون بجهادكم، قساميون بعطائكم، غيفاريون بثباتكم، ومثل أصحاب الأخدود بصبركم وبذل أرواحكم.
يا شباب ثورتنا لكم منا تحية ملؤها الشموخ، يا من ترفعون رايات العز وتقاومون بكل ما تملكون، كونوا كالحسين تدافعون حتى الموت عن دينكم ونسائكم وعرضكم وشرفكم فوالله إنه أعظم شرف لكم، ولا تأخذكم بالله لومة لائم، وأقولها لكم يا من فجرتم إبداع راية العز وقلبتم المعادلة، قلوبنا معكم وأرواحنا فداء التراب الذي تمشون عليه فواصلوا في درب المقاومة الذي سيثمر بعطاء الدماء والتضحيات نصرنا المؤزر بإسقاط نظام الفاسقين، فصبراً صبراً .. إن للباطل جولة وللحق دولة.
ليث البحرين
٤-١-٢٠١١
قال تعالى: "فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ، قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ، فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ، فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ، قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ،قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ، إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ".
إن العبرة الحقيقية من وراء حادثة السحرة التي حشر لها فرعون الناس لكي يهزم موسى عليه السلام تكمن في انقلابهم الواعي الراسخ الايمان من معسكر الضلال إلى معسكر النور رغم وعيد وتهديد فرعون المشهور ببطشه والذي أمد الله في عمره ورزق بلده من الثمرات، فقد هددهم بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ولكنهم ما ترددوا لحظةً بالانقلاب التاريخي للحق وتبيان فساد عقيدة فرعون الذي نفذ وعيده بهم ورغم ذلك قضوا شهداء في سبيل الحقيقة.
ياله من درس للأجيال، فإتباع الحق والتضحية من أجله لابد وأن يكون بصفاء النية ونقاء السريرة، فلم ينتظر السحرة تحرك الناس لإنقاذهم من بطش فرعون، لم ينتظروا أن ينبهر العالم بحكمتهم وقوة سحرهم، ضحوا بكل ما يملكون وهم المنعمون برغد العيش، قدموا أغلى ما عندهم وهي أرواحهم في سبيل الحق، وهكذا ينتصر الثائرون وهكذا يخلد المحاربون من أجل الحرية.
وسأكتفي في ما يلي بطرح ثلاثة أمثلة أخرى لتوضيح الفكرة وترسيخها في الأذهان:
١- تشي غيفارا: هذا البطل التاريخي الخالد، الذي نختلف معه في توجهاته العقائدية والروحية، ونختلف معه في آرائه الفكرية، ولكننا نقف له وقفة احترام وعز بكفل فخر، فأي قائد ثورة منتصر يتخلى عن منصبه وزعامته ونعيمه ليذهب لشتى بقاع الكرة الأرضية ثائراً عالمياً يحس بقلبه وروحه بألم كل صفعة وكف تتوجه لكل حرٍ بالعالم.
وأي نهاية عظيمة اسطورية لك يا غيفارا، لقد ذهب لبوليفيا تاركاً عياله وزوجته رغم مرضه وتعبه واجهاده، استمر ١١ شهراً محاولاً التحشيد للثورة ولكنه اصطدم بحاجزين، خوف الناس من بطش النظام بهم، وانحياز الحزب الشيوعي البوليفي ضده وعدم تجاوبه معه، فترك في منطقة نائية بدون اتصالات ولا تعبئة ولا طعام ومعه عشرات من المقاتلين فقط، وقامت المخابرات العسكرية الأمريكية ومعها القوات الخاصة البوليفية بمراقبته ومتابعته عن كثب حتى تم أسره وإعدامه بعد أن قاسى من الوحدة وقلة الناصرين، لكنه في سبيل الحرية ما انتظر انبهار العالم به ولا تخليده ولا حتى نصرة أهل بوليفيا له، فبقي مقاتلاً حتى آخر لحظات حياته وحين إعدامه قيل أنه عض على ملابسه ولم يصرخ وهم يطلقون عليه النار الذي بتر يديه فمات فاتحاً عينيه ينظر بها قاتله، وخلده التاريخ لرجولته وبطولته.
٢- عز الدين القسام: الشيخ المجاهد الشهيد الذي قاد ثورة انقاذ فلسطين من براثن الصهيونية ولم يلبي نداءه أحد، هاجر من سوريا لفلسطين وجاهد بالله خير جهاده وحين تمت محاصرته في إحدى القرى رفض الاستسلام وقاتل الجيش البريطاني وسلاحه وعديد أنصاره لا يقارن بعدتهم وعددهم وسلاحهم ولكن بسبب عقيدته الجهادية ورغم قلة عدد أتباعه الذين لم يتجاوزوا الخمسة عشر مقاتلاً فقد قتل عشرات من الجيش البريطاني مما اضطر الجيش لفتح الحصار وترك الشيخ وأتباعه يذهبون ولم يصابوا إلا ببعض الجراحات.
اتصل بمفتي فلسطين أمين الحسيني الذي رفض الجهاد بثلاثينات القرن المنصرم ودعا القسام لحل قضية فلسطين بالطرق السلمية لعدم تكافئ القوة العسكرية، طلب العون من الحكام والقادة العرب فكانوا مخبرين ضده، بقي وحيداً مع قلة عدد ناصريه حتى استشهد مع أقرانه، ولكن دمه كان لهيباً في قلوب الثائرين فهو البذرة الحقيقية والسبب الرئيس لتأسيس حركتي حماس والجهاد الاسلامي بعد ٥٠ عاماً، وما كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس إلا شاهداً على انتصار دمه على من قتله وأرداه.
٣- أصحاب الأخدود: قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق".
إنها من روائع قصص القرآن الكريم، فالفتى الذي آمن بكلام الراهب واعتقد بربه هزم إغواء الساحر وكيد الملك حتى أعدمه الأخير بنبلته وهو يقول بسم الله رب الغلام، فانقلب الناس مؤمنون برب الفتى الشهيد وما لبث ملكهم أن حفر أخدوداً عظيماً وجمع فيه الأخشاب والوقود وأشعله وخير الناس بين ترك عبادة الله أو إحراقهم فأبوا الرجوع عن الحق حتى إن أماً تحمل رضيعها بين كفيها ترددت خوفاً من لهيب النار المشتعلة فتكلم بقدرة الجبار مخاطباً والدته: يا أماه اصبري فإنكِ على الحق.
ضحى أصحاب الأخدود بأرواحهم في سبيل الله والدين، لم يبالوا أوقع الموت عليهم أم على الموت وقعوا لأن التضحية في سبيل الحق ولو كان بها فناء القوم عن بكرة أبيهم فهي خير الجهاد وأعظم الطاعات.
فيا عشاق أبي عبد الله الحسين معلم الأحرار، يا من هتافكم هيهات منا الذلة وشعاركم لن نركع إلا لله، قاوموا المعتدين بكل ما تملكون، كونوا حسينيون بجهادكم، قساميون بعطائكم، غيفاريون بثباتكم، ومثل أصحاب الأخدود بصبركم وبذل أرواحكم.
يا شباب ثورتنا لكم منا تحية ملؤها الشموخ، يا من ترفعون رايات العز وتقاومون بكل ما تملكون، كونوا كالحسين تدافعون حتى الموت عن دينكم ونسائكم وعرضكم وشرفكم فوالله إنه أعظم شرف لكم، ولا تأخذكم بالله لومة لائم، وأقولها لكم يا من فجرتم إبداع راية العز وقلبتم المعادلة، قلوبنا معكم وأرواحنا فداء التراب الذي تمشون عليه فواصلوا في درب المقاومة الذي سيثمر بعطاء الدماء والتضحيات نصرنا المؤزر بإسقاط نظام الفاسقين، فصبراً صبراً .. إن للباطل جولة وللحق دولة.
ليث البحرين
٤-١-٢٠١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق