يوم الجراحات الدامية قد أقبل، حيث لم تشهد البحرين مجازر مرعبة مثل هذا اليوم، جيشٌ أجنبيٌ جاء بعتاده وسلاحه ليحتل البحرين برضا الحاكم ليقوم نيابةً عنه بما عجز عن القيام به، فنظام هذا الحاكم قد سقط عملياً ولابد لحلفائه من التدخل العسكري لتنصيبه مجدداً ملكاً على شعبه الذي رفض غالبيته حكمه.
إنه يوم ١٥ مارس ٢٠١١، يوم مجزرة سترة التاريخية التي ارتكبها جيش درع الجزيرة بقيادة سفاحي الجيش السعودي بكل برود دم، قتلوا وعذبوا وسفكوا الدماء وصبغوا ستره باللون الأحمر وبشهداء ثلاث لخصوا بظليمتهم كل مظلومية شعب البحرين.
فبعد ما حصل من هزيمة تاريخية للنظام بجيشه ومرتزقته وبلاطجته يوم ١٣ مارس ٢٠١١، لجأ النظام لإدخال جيوش أجنبية للبحرين لإعادة تنصيبه مجدداً وتدعيم حكمه الوحشي، وكذلك استخدم ورقة البلطجية لنشر الرعب في القرى والبلدات، وكان الهدف من اشاعة الاضطرابات الأمنية التي قادها مسلحون مدنيون أمرين:
١- تبرير نزول الجيش ودخول درع الجزيرة.
٢- تخفيض الحضور الجماهيري في ميدان الشهداء لأقل عدد ممكن قبل الهجوم عليه.
ولكن اصطدمت هذه الخطة بحاجز مهم جداً، وهو تواجد الثوار الكثيف بالميدان الذي ساعده الإضراب العام بالمدارس ومواقع العمل، ولتقليل العدد قدر المستطاع تم انزال الجيش والمرتزقة بملابس مدنية بكثافة يوم وليلة ١٤ مارس ٢٠١١، في كل مناطق وبلدات البحرين، ورغم ذلك فشلت الخطة مجدداً لسببين:
١- غالبية من يحضرون لميدان الشهداء هم من قرى ستره وقرى شارع الشهداء "شارع البديع سابقاً".
٢- وجود الآلاف من الأهالي يأتون من مدينة عيسى ومدينة الزهراء "مدينة حمد سابقاً".
وهنا كان لابد من النظام لإحتلال ميدان الشهداء من عزل المنطقتين صاحبتي أعلى كثافة سكانية تدعم الثورة، جزيرة ستره وقرى شارع الشهداء، وهذا ما قام به النظام في يومي ١٥ و١٦ مارس ٢٠١١، فتم انزال درع الجزيرة ومحاصرة ستره وبعدها بيوم تم انزال الجيش ومحاصرة قرى شارع الشهداء تزامناً مع احتلال الدوار وعسكرة مستشفى الشهداء "مستشفى السلمانية سابقاً".
جاء صباح ١٥ مارس، أشرقت الأرض بنور ربها وستره مطمئنة بحماية رجالها الأشاوس لأعراضهم وبيوتهم، سويعات ويقدم درع الجزيرة ويغلق جسر ستره وإشارات العكر وإشارات البندر، لقد حوصرت الجزيرة من الجهتين ولم يبقَ منفذ للأهالي للنجاة، مدرعات لها بداية وليس لها نهاية، دبابات وأسلحة لم تستخدم مطلقاً، جيش ممتلئ بالحقد الطائفي فلديه قتل المسلمين المخالفين له بالطائفة من أعظم القربات لله تعالى، إنه الجيش السعودي الذي لم يقدم لفلسطين صولة واحدة، لم يهز للقدس راية واحدة، فبطولاته سطرها بقتل شعب البحرين الأعزل عوضاً عن تحرير فلسطين المحتلة.
أشلاء متناثرة، ضلوع مكسرة، أرواح أزهقت، أعراض انتهكت، لقد قتل الإسلام في ستره يوم مجزرتها، شباب دهسوا تحت مركبات جيش القتلة، نساء وأطفال ارعبوا بزخات الرصاص الحي وقاذفات الدبابات، استخدم الرصاص الحي ضد شعب البحرين الأعزل ولكنه قاوم بصدره العاري، وجاهد في سبيل الله ولرفع راية الحق الصداحة بالحرية والمثابرة.
ودفاعاً عن المساجد التي قصفت والمنازل التي استبيحت قدمت ستره قربانها الأعظم الاستشهادي المخلد أحمد فرحان، ركب سيارته محاولاً شق طريقه لصد القتلة وهو ذاهباً للموت مختاراً عزته وكرامته على حياته فباغته سلاح قناصة درع الجزيرة بطلقة اخترقت دماغه وانفجرت بداخله فسقط مخه على تراب عاصمة الثورة، لقد قتل بطل الميدان دفاعاً عن مقداسته وكرامته، أعطى دافعاً قوياً للشباب فخرجت ستره عن بكرة أبيها مقاومة للإحتلال ولكن القتلة واصلوا إطلاق الأعيرة النارية الحية وتم قطع الماء والكهرباء عن بعض الأحياء وبعد ساعات تم احتلال ستره بالكامل ودخول المرتزقة بحماية مئات الدبابات الغازية مخلفة وراءها عشرات الإصابات الخطيرة والمفقودين والجراحات التي لن تندمل مطلقاً.
أحد المفقودين سلموه لأهله بعد ساعات، جمجمته محطمة، رأسه مكسر، جسمه عليه آثار تعذيب رهيبة بحيث أن رجليه ويديه كُسرت وأضلاعه هُشمت، تم تجبيس رأسه لأنه كان ينزف دماً عبيطاً رغم تغسيله مرات متعدده، إنه أول شهداء الثورة تحت التعذيب الشهيد المظلوم عيسى آل رضي الذي حكى جثمانه الطاهر رحلة عذاب لا يمكن أن تخطر على بال بشر.
ودفاعاً عن حرائرنا اللائي تعرضن لأقصى العقوبات والتحرشات من جيش درع الجزيرة، استشهد البطل الهندي أكلاس مياه وهو يدافع عن نساء البحرين، رغم اختلاف العقيدة والانتماء ولكن غلبته انسانيته ليضحي بروحه بفطرته بينما من يرفعون شعار "لا إله إلا الله" سلخت التربية المحمدية من أرواحهم فكانوا وما زالوا شياطين الأرض ودعاة الفساد وسفك الدماء بها.
هذه الجريمة النكراء ارتكبت في ستره بعلم ومباركة جميع أطراف النظام ورموز العائلة المالكة وعلى رأسهم الملك الساقط حمد بن عيسى آل خليفة، جريمة يشيب لها شعر الطفل الرضيع من فظاعة مشاهدها وما حصل بها من آلام لا تحصى، فحمد هو من لبس بزته العسكرية وأمر بإرتكاب جريمة الخميس الدامي، وهو من قتل الشبان وأنزل الجيش في فبراير ٢٠١١، وهو من بارك علناً واحتفل بمهرجانات رقص بها بسيوفه مع أولاده القتلة على دماء الشهداء وعذابات الجرحى وآلام عوائل الضحايا وأحبتهم، هو القاتل لا غيره ولا يجوز أن نحمل خليفة المجرم كل ما حدث.
يا حمد أنت المسؤول عن كل ما حدث بالبحرين منذ صباح ١٤ فبراير ٢٠١١ حتى هذه اللحظة، يا حمد إن شعار اسقاطك هو شعار مركزي لن يتنازل عنه أسياد النزال، فسقوطك هو سقوط للمنظومة الأمنية المخابراتية التي قادت حملة إبادة جماعية ضد شعب البحرين وأرادت تغيير تركيبة البحرين السكانية الديموغرافية من خلال ما تم فضحه في تقرير البندر من مخطط تجنيسي خطير يماثل ما فعله الصهاينة بالقدس الأسيرة، يا حمد حتى أطفالنا تهتف بإسقاطك وتطلق صوت الأبواق وتضرب على الأبواب بنغمة تن تن تتن "يسقط حمد"، فأنت أنت الذي سنسقطه بدماء الشهداء وتحت راية اسقاط النظام، ولتعلم يا حمد أنك مهما فعلت أو قلت أو حاولت أن تخفي جرائمك أنك إلى زوال ونحن شباب وحرائر وأحرار الثورة لن نتنازل عن هتافنا الصريح:
يا حمد إنته المسؤول .. عن كل سجين ومقتول.
http://t.co/DLOvcdd
http://t.co/YbaJj31
http://t.co/o6UqXiv
ليث البحرين
١٤-٣-٢٠١٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق