دموعٌ صدقت


سيول من الدموع نزلت كحمم البراكين غضباً وألماً وحزناً وضيماً في وطني المحتل الجريح. وكل هذه الدموع هي دموع صدقٍ نزلت طاعةً لله وفي سبيل دينه وعزة هذا الشعب العظيم.

منها دموع الأمهات اللاتي فقدن ابنائهن وفلذات اكبادهن فكم تعبن بارضاع هؤلاء الابطال والبطلات وفي احتضانهم وتربيتهم وسط صعوبات الحياة ومروراً بمراحل العمر المختلفة.

ومنها دموع الأرامل اللاتي فقدن ازواجهن والاخوات اللاتي فقدن اخوانهن فكم من رباب وزينب فقدت حبيبها من جديد. وكم من رقيةٍ وخولة بيننا اغرقتنا بدموع الألم والحزن حتى هزت اركان حياتنا.

ومن هذه الدموع أصدقها وأروعها، أتعرفون لمن هذه الدموع؟
إنها الدموع التي تنزل في السجون في منتصف كل ليلة، الدموع التي تنزل شوقاً للاحبه وسط وجبات التعذيب، الدموع التي تغرق السجانين من عذابات الشرفاء بوحل الرذيلة والانحطاط.

فلا توجد دموع اصدق من دموع الاسرى الذين يعيشون الغربة التامة بالوطن ويلاقون افظع العذابات والتحرشات الجنسية ولكنهم بلقاء اهلهم وأحبتهم يبكون شوقاً وفرحاً ويعطون دفعة صمود لكل حرٍ أبي في البحرين.

نعم فإن دموع الأبطال في سجون الظالمين هي دموع التحدي لا الخوف ولا الخنوع، فهي استمدت قوتها من سجدة الكاظم في طامورة الرشيد، واخذت عزمها من دموع غاندي في سجون الاحتلال، واستنشقت عزتها من قيود مانديلا في سجون الفصل العنصري.

فهل أصحاب هذه الدموع ينهزمون؟؟؟

ليث البحرين
٩-٧-٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق