أنتم .. عشاق الحسين
قال الإمام الصادق عليه السلام: ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج. صدق صادق أهل البيت، نعم فالعبرة ليس بالكثرة والضجيج والزحام والهتافات ورفع الشعارات المدوية، العبرة كل العبرة بالتطبيق وجعل العمل قولاً وفعلاً متطابقاً في سبيل الحقيقة.
فكثرتنا في ميدان الشهداء كانت كثرة عدد لا كثرة قلوب، فالعديد منا لا يريد التضحية ولا يريد الجهاد في سبيل الله بحجة التعقل والظروف والتقية، ولكنه حين يأتي عاشوراء تراه أسداً يزأر بهتاف "لبيك يا حسين"، فأي تلبية هذه وأي روحٍ كاذبة.
بعضنا يتاجر بدم الحسين وتضحياته، يشق الصفوف بحجة الموالاة والوفاء لأبي عبد الله، يضرب الأخوة والتوافق المذهبي عرض الحائط فقط ليشتهر بين الناس، فخدمة الحسين لديه تجارة وربح وشهرة ومكانة اجتماعية، وحين تحدث أقل موجة ثورية تراه فأراً بحجمه نعامةً بدفن رأسه بالتراب حفاظاً على مكاسبه الآنية الضيقة.
بعضنا ما زال ينمو على اسم الحسين رادوداً حسينياً أو شاعراً يصدح بالولاء لأهل البيت وبشعارات الحسين وأروعها هيهات منا الذلة، وللأسف حين تقع الزلزلة لا يحرك ساكناً ولا ينصر مظلوماً وكأن على رأسه الطير من شدة ضياعه وحيرته.
لهف قلبي يا أبا عبد الله كم منا من تاجر بدمك ليعلو ويتسلق، كم منا من يذكرك ليخلد اسمه لا عشقاً لك، وكم منا من يدوس قيمه وأخلاقه للسمعة والشهرة لا لخدمة الدين والحرية.
عزاءك يا حسين بالقلة من الحجيج، بالصادقين من الموالين، فعشاقك تلبياتهم لا تكون بحناجرهم، لا تكون بشفاههم، لا تكون بالشعارات ولا العزاء ولا اللطميات ولا التطبير ولا أي شعيرة أخرى.
عشاقك يا حسين يلبونك بالدم في ساحات الوغى، تنزف دمائهم لتجري حوراً تعانق عنقائك يا أبا عبد الله، تراهم لا يهابون الموت في صنع الحياة، ولنا منهم كوكبة علمتنا معنى التلبية ومعنى الولاء.
منهم علي بداح، الذي هشموه وحطموا عظامه في سبيل الحرية، بعد أن قدم عطاءاته في ميادين تقرير المصير، عاش الثورة في مدرسته وعلى طاولة دراسته، وعاشها في بيته وهاتفه وحساباته الالكترونية فصدقت حسينيته قولاً وفعلاً ودماً.
ومنهم سعيد الاسكافي، الذي تم تعذيبه والاعتداء عليه جنسياً من قبل معذبي وجلادي النظام لمدة ٤٨ ساعة متواصلة من الجراحات والألم، ففارق الدنيا وهو يصيح في رمقه الأخير "هيهات منا الذلة".
ومنهم بطل الميدان وقاهر النظام الخليفي عبد الرضا بوحميد، الذي داعبت مخيلته الشهادة في مسيرة كسار فاتحة الشهيد علي مشيمع، تراه يخلع قميصه تارة وتارة يلبسه، ليس تردداً منه ولكنه التفكير العميق بحسم الامور بين الموت والحياة، تراه بعد حين يتراجع بين الشباب ليقطع الشك باليقين تماماً على درب الحسين، وتراه أخيراً رافعاً لقميصه فوق رقبته، شاهراً روحه، مؤتزراً كرامته وبسالته، طلق الدنيا ثلاثاً فداء للحرية التي تيقنتها روحه، قهر الدبابات بدمه وصدره العاري، وأبت روحه أن تفارق الدنيا قبل أن يرجع شعبه بعزة وكرامة ورجولة للميدان، فحق له لقب أمير الشهداء.
ومنهم المثل الاعظم للحسينيين في بلدي، بطل الشهداء بلا منازع، من لاقى من التعذيب ما لا يمكن وصفه، انه الشهيد السعيد عيسى قمبر الذي قتل من اعتدى على عرض حرائر شعبه، ليلقن الاجيال والدنيا درساً ملؤه الكرامة وعنفوانه الغيرة والمروؤة، عذبوه علقوه جلدوه ولكنه لم يركع، حين تم الحكم بالاعدام عليه إنهار أهله ولكنه خر لله ساجداً بالمحكمة رغم الاغلال وهتف في وجه القضاة "فزت ورب الكعبة". عانى من التعذيب لدرجة تكسير أضلاعه، فكانت روحه تتعذب مع كل شهيق وزفير، مما جعله ممنوعاً من النوم لشهورٍ طوال. وحين أعدموه، مزقوا جسده بأكثر من أربعين خرطوشاً من الرشاشات لدرجة غابت معه ملامحه تماماً، وما توقفوا عند هذا الحد بل دفنوه سراً إلا بحضور اثنين من أفراد أسرته اللذين هالهما ما رآه من تمزيق جثمانه، ودفن بلا تشيع ولا صلاة ميت عليه، وتم منع أهله وقريته من إقامة مراسم العزاء عليه، ليسطر اسمه بحروف من دماء حسينياً خالداً في تاريخ البحرين.
عشاقك الصادقون يا حسين شاركوا بعزاء أمك الزهراء عليها السلام، في وقت الشدة والقمع، خرجوا بأعدادهم القليلة بكبارهم وصغارهم، برجالهم ونسائهم، خرجوا وقمعوا وقدموا دماءهم في سبيل الله وسبيل رسوله.
هكذا هم الحسينيون، بدمائهم تلبياتهم، بصمودهم عزائهم، فهم قطب الرحى في عالم العشق الالهي، وهم عظماؤنا ووقود نصرنا وبقاء نهضتنا، فتحية لكم يا مدرسة الحرية، وهنيئاً لكم منزلتكم العظيمة، ونقولها مدوية للعالم كله:
أنتم أنتم .. عشاق الحسين.
ليث البحرين
٢٨-١١-٢٠١١
هرولة العشر
يا حسين، منذ كنت طفلاً صغيراً تحركت شفاهي بنطق اسمك وتعطرت بذكر حروفك، ترعرت بين كنفي والدي متنقلاً بين مجالس عزائك مأتماً فعزاءً فرثاءً لا يوصف ابداعه ولا حدود ترسم ملامحه.
يا حسين، كبرت في مأتمك عاشقاً صادقاً لك أكررها "ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً"، وكلما زادني الهم زدت صبراً بذكر مصابك ولسان حالي يقول "كل المصايب هونتها مصيبة حسين".
يا حسين، نداءك الذي جرحني وأحرق قلبي منذ طفولتي "ألا من ناصر ينصرنا" لم يستوعبه وجداني إلا حين عشته واقعاً في يوم ١٦-٣-٢٠١١ حين حوصرنا بجيوش مجيشة ونحن عزل بميدان الشهداء. أحسست بمرارة مصابك الأليم وكيف عشتها فاجعة الطف بلا ناصر ولا معين إلا ربك الكريم.
يا حسين، حاصرتنا دباباتهم وطائراتهم بأسلحتهم الرشاشة وعدد لا نهاية له من الملثمين، هاجمونا بعد صلاة الفجر ولم يرحمونا رغم انكشاف مواقعنا لهم وعدم حيازتنا على ما ندافع به عن أنفسنا.
يا حسين، مرر الشيخ فوق رؤوسنا القرآن الكريم، فمن مرر القرآن فوق رأسك الشريف، يا حسين لقد حاصروا مستشفياتنا ومنعونا من علاج جرحانا ورغم ذلك عالجناهم بقلة الاستعدادات وشح الدواء واعتقال المسعفين والأطباء ولكن من بلسم جراحك وعالج مصابيك.
يا حسين، زحفنا للتشييعات رغم منعم ومحاصرتهم ولكننا واسينا أهالي الشهداء ورفعناهم تاجاً فوق رؤوسنا، فمن اهتم بذويك وأهل شهداءك وقد طيف بهم من بلدٍ إلى بلد سبايا يتفرج القاصي والداني عليهم ويتصفح وجوه بنات الرسالة أراذل البشر ورأسك يناظرهن من رمحه الرفيع بدمعة القلب المدفون ظلماً بكربلاء.
يا حسين، وكم منا من كان بطلاً في ميدان الشهداء يزلزل الأرض بهتافاته قد أمسى بعد احتلال الدوار نمراً من ورق يخشى حتى أن يتكلم بظلامات شعبنا الجريح ويواسي ضحاياه أو ان يتكلم بلسان الحق كما فعلها معك أراذل أهل النفاق.
يا حسين، خذ منا ولاءنا بالدم النازف فوق ثرى بلدنا المحتل المدنس من شذاذ الآفاق حباً وكرامة لدمائك التي خلدت مدرسة الحرية للعالمين.
يا حسين، خذ منا أشلائنا الممزقة بسياط جلاديهم وتحت حوافر مركباتهم ومصفحاتهم تواسي ضلوعك المكسرة تحت عجلات خيول بني أمية.
يا حسين خذ منا عيون جرحانا البواسل تواسي جرح أخيك أبي الفضل، خذ منا رؤوس شهدائنا عيسى عبد الحسن وعيسى رضي وأحمد فرحان تعانق روح العباس ورأسه المهشم بعمدٍ من حديد.
يا حسين، خذ منا جراحات حرائرنا وتعذيبهن في سجون من لا دين لهم قرباناً لفخر المخدرات ونسائك المسبيات المعذبات المرملات اللائي تحملن من الألم ما تزول الجبال لشدة قسوته.
يا حسين، خذ منا الأكبر والقاسم وحبيب وزهير، فهذا علي المؤمن وندائه الأبدي "نفسي فداء وطني"، وهذا علي الشيخ وصرخته المدوية "إن عطاء الدم ثمن الحرية"، وذاك احمد القطان جرح ثلاث مرات وأبى إلا الاستشهاد، وذلك علي بداح الذي عصر بين الجدار وسياراتهم ليعيد للوجود جرح الزهراء.
الهي وتقبل منا هرولتنا في ميادين طاعتك، تقبل منا يا رب تنقلنا مجاهدين بين ساحات التضحية في سبيل دينك وعزة المؤمنين من ملة نبيك، تقبل جراحنا في قرانا ومدننا وبلداتنا، بشوارعنا وأعمالنا وبيوتنا، مخلصين لك الدين ولو كره الظالمون.
ولك يا حسين تلبية من دم، تلبية خالصة لوجه الله، تلبية الرجال الرجال الذين يضحون بالغالي والنفيس في سبيل الوطن والعقيدة.
فلبيك يا حسين بأرواحنا، بدموعنا، بدمائنا، بأطفالنا، بأموالنا وكل ما نملك.
هي تلبية العاشقين الصادقين يا أبا عبد الله، تلبية من يحكي جرحك بدمه وينطقه بعذاباته، تلبية من مخيلته تحكي جرحك الأبدي وكأنه رآك حين شهادتك وقد حللت من احرامك ولم تلبي في حج البيت الحرام، فكنت فوق الثرى ترددها بضميرك ووجدانك يا حبيبي وتقول والشمر بنعله فوق صدرك قابضٌ على لحيتك يضربك بسيفه اثنا عشرة ضربة:
ربي واقبل سيدي هرولة العشرِ
وأنا فوق الثرى مني الدماء تجري
فأتت زينب كي أنهض للخدرِ
أنا هرولت لها لكن على صدري
تلبياتي إلى الداعي .. والخيول بأضلاعي
الهي وربي أهذا سيدي يكفي
صفاي ومرواي هما في عرصة الطفِ
ولقد وكلت عن هرولتي الحوراء
زينبٌ كم هرولة في وحشة الصحراء
تجمع اليتم الذي فر من الأعداء
غيرة الله اغضبي وأبكي يا زهراء
صفوة الله أيا زهرا .. عظم الله لكِ الأجرا
الهي تقبل قليل الحجِ بالعاشر
بقلبي وحيداً إذا صرت بلا ناصر*
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
ليث البحرين
٢٥-١١-٢٠١١
*من قصيدة "كلنا يا حسين" للشاعر المبدع عبد الطاهر الشهابي والرادود الحسيني صالح الدرازي ليلة عاشر ١٤٣١ هجرية في مأتم بن سلوم - المقطع الأول
http://www.youtube.com/watch?v=IL_5Ei05Do0&feature=youtube_gdata_player
سامح الله الجدارا
٤٥ شهيداً عرجوا للحق بدمائهم، توفوا لبارئهم ليشكوا ظلامة شعبهم ويحكوا قصص جراحاتهم غصةً غصة لأهل الأرض وسكان السماء.
من بينهم النساء والرجال، الصغار والكبار، من قضى ظلماً بغازاتهم ومن عذبوه حتى الموت بغياهب سجونهم ومن أعدموه بتفجير رأسه ومن جعلوا جسده منبتاً للرصاص الانشطاري "الشوزن" الممنوع دولياً والذي تم تخصيصه لصيد الحيوانات فقط.
وقد بزغ من بين كوكبة الشهداء نجوماً استشهدوا في ساحات النضال، منهم قاهر الدبابات عبد الرضا بوحميد وعلي مؤمن وعلي الشيخ وعيسى عبد الحسن وأحمد فرحان وأحمد القطان والقائمة تطول، هؤلاء استشهدوا في المواجهات المباشرة مع مرتزقة وبلطجية آل خليفة وآل سعود، بعضهم بالرصاص الحي وبعضهم بالانشطاري وآخرين بالقنابل المسيلة للدموع وما شابه.
ولكن من أفجع من استشهد بالمواجهات هو شهيدنا البطل علي بداح الستراوي، فعلي لم يرحموه رغم ضعف جسده وهزالة بينته، لقد هشموا رأسه وجسده وسحقوه بين الجدار وسياراتهم ذات الدفع الرباعي كبيرة الحجم.
وتزامن مع دهس علي وتهشيم جسده النحيل حادثاً آخر لا يقل وحشية وبشاعة، فصورة زهراء البالغة من العمر ٢٧ عاماً وعمود الحديد مغروساً في رأسها أزالت النوم من جفوننا وأقرحت عيوننا.
أي وحوش هم حثالات هذا النظام الفاجر وأي تربية رذيلة ترعرعوا عليها، أي قلوب متحجرة متصلبة يملكون، أتحاربون الله وخيرة عبيده بهذه الوحشية التي لا داعي لها وتدعون إنكم مسلمون؟ من أي مستنقعٍ فاحش البغاء تم انتقائكم على يد العائلة الحاكمة الساقطة لتقوموا بقمع شعبٍ لم يحمل لكم إلا المودة والورود؟
ولكننا نشكركم لا لإخلاقياتكم ولا لوحشيتكم ولا لتربيتكم، بل نشكركم لأنكم زرعتم فينا الأمل المتجدد بغدٍ جميل، ببحرين سعيدةٍ فرحة متحررة من حكم آل خليفة وبدونكم يا شذاذ الآفاق.
لقد جددتم كربلاء الحسين بنا، فهذا عباسنا وهي زهراء المضروبة على رأسها بعمدٍ من حديد، وهذا أكبرنا وهو علي الذي دهستموه وهشمتم جسده كما تم تهشيم جسد الحسين وأصحابه تحت حوافر خيل جيش يزيد.
وتبقى لبطلنا علي الستراوي ذكرى أخرى أنفرد بها، لقد عصروه بين الباب والجدار، لقد هشموا صدره وكسروا أضلاعه كما حدث للممتحنة العظيمة، ليبقى جرحه بالذاكرة خاصاً كما هو أول جرح وظليمة لآل بيت محمد "ص".
لله درك يا علي، جمعت حادثتي الدار وكربلاء بفاجعةٍ واحدة، هنيئاً لك شهادتك يا بطل البحرين ونجم الشهداء، وعزائنا بخيرة أقرانك رجالات البحرين رغم صغر سنهم، فهم لا يهابون الموت في سبيل صنع الحياة، وأقولها لك بوداعك يا صادق الوعد كما قالها يوماً الرادود سيد هاني الوداعي عاتباً على الجدار الذي لم يحتضنك ويحميك بحنان الأمومة المضطهدة من بطش من لا قلب لهم:
بين بابٍ .. وجدارٍ .. سامح الله الجدارا
ليث البحرين
١٩-١١-٢٠١١
يا غضب الثورة لا تهدأ
٩ أشهر مرت وأكثر وما زال الشعب مصراً على ثورته، رغم معاناته وجراحاته وتضحياته الجسام ورغم وحشة الطريق وقلة الناصر.
وبعد كل هذه الأيام المليئة بالصبر والأنات، وصلت الثورة الى وقت الحسم الذي لابد منه، فالمؤامرة الامريكية-الخليفية-السعودية لوأد الثورة والالتفاف عليها ستبدأ الأسبوع المقبل بصدور تقرير بسيوني المعد سلفاً لتبرأة النظام وإلقاء مسؤولية الجرائم على عاتق بعض صغار مرتزقته وجعل الثورة طائفية الطابع مما سبب بدخول درع الجزيرة لحماية السنة وإن وجود العائلة الحاكمة هو الضمان للوحدة الوطنية.
هذه المؤامرة ستتوج بحوار يقوده سلمان بن حمد يوصل لتوصيات بشبه ملكية دستورية، وتنتهي باستفتاء يمرر هذه المهزلة وينهي الأمور بإطاحة خليفة وتنصيب غيره من العائلة الحاكمة ولا يستبعد أن يكون المشير أو معجزة العصر ناصر بن حمد.
هذا هو التصور الأمريكي لحل جوهر المشكلة، ولكنهم اهملوا أمراً أساسياً ولاعباً رئيسياً بالحراك السياسي والثوري، ألا وهو شباب الثورة بقيادة الإئتلاف وحركة ١٤ فبراير.
هذا التجاهل للشباب وكل خط الممانعة برموزه المغيبة في السجون منذ ٨ أشهر له أسبابه، ومن أهمها زرع الفتنة بين جمهور الجمعيات العريض المطالب بإصلاح النظام وبين شباب الثورة المطالبين باسقاط النظام، والسبب الآخر هو سقف المطالب العالي للشباب والمتمثل بحق تقرير المصير والذي لن ترضا عنه أمريكا وعملاؤها حلاً للقضية السياسية بالبحرين، الأمر الذي قد يسبب زعزعة الأنظمة الخليجية التابعة للإدارة الامريكية سراً وعلناً.
وفي خضم كل هذه المؤامرات التي تحاك ضد شعب البحرين وثورته المجيدة، وجب القيام بخطوة تصعيدية غير مسبوقة لافشال تقرير بسيوني والمخطط الامريكي الأخطر على مكتسبات الوطن، وهذا التصعيد عبرت عنه المجموعات الشبابية بعنوان انتصار الكرامة، الفعالية التصعيدية المفتوحة لفرض خارطة طريق الشارع على الجميع.
لقد بلغنا عنق الزجاجة، فإما التصعيد الثوري والحسم الميداني الذي سيرافقه التضحيات الجسام، وإما انكسار وانحسار الثورة مما يستوجب القبول بأفضل تسوية سياسية ممكنة حفاظاً على الوطن وأحراره.
لذلك لابد لنا من التصعيد، لابد من الغضب الهادر لاقتلاع جذور الفساد والظلم من وطننا المحتل، لابد من الصبر والصمود بالميدان حتى بلوغ المطالب المحقة.
يا شباب الوطن، يا غيارى البحرين، هبوا بصمودكم المعهود، املئوا الطرقات بغضبكم، اغلقوا الشوارع وتظاهروا بالعاصمة حباً لتراب وطننا ووفاءً لتضحيات شعبنا.
لجمجمة أحمد فرحان، لرأس عيسى عبد الحسن، لعيني علي مؤمن، لابتسامة عبد الرسول الحجيري، لشخصية كريم فخراوي، لقلب بهية العرادي النابض، لحنان زينب التاجر، لصبر زينب الستري، ولكل شهداء البحرين ال٤٤ هبوا لانتصار الكرامة.
للأطباء الذين عذبوهم وعلقوهم بنسائهم ورجالهم، للعكري والصفار والسماهيجي والضيفين والتوبلاني وديواني وكل الطواقم الطبية التي لم تتوانى لحظة واحدة عن علاجكم وتضميد جراحكم هبوا لانتصار الكرامة.
للمدرسين والمربين الفاضلين، لأبو ديب الذي قضى ٦٤ يوماً بالحجز الإنفرادي، لجليلة السلمان، لكل المعلمين والمعلمات الذين ضحوا بالغالي والنفيس هبوا لانتصار الكرامة.
لعلاء حبيل وأخيه محمد، للفرساني وموظفي حلبة البحرين، لذو الفقار وكل الرياضيين الاحرار الذين ساهموا بدمهم في الثورة هبوا لانتصار الكرامة.
للعسكريين الأبطال وعلى رأسهم علي الغانمي، للذين عذبوا تعذيباً خاصاً لرفضهم اطلاق النار على ابناء شعبهم ومنهم الشهيد عزيز عياد، وفاءً لهم هبوا لانتصار الكرامة.
للحرائر التي تعذبت في سجون الظالمين، للمنسية المظلومة فضيلة المبارك، للبطلة ريما هلال، للمجاهدة المضحية أشواق المقابي، لكل إمرأة بالسجون ضحت بكل ما لديها من أجل الوطن هبوا لانتصار الكرامة.
للجرحى الذين فقدوا إحدى حواسهم، لكل من فقد عينه، لكل من قدم دمه في ميادين الجهاد والتضحية، لكل من نبت في جسمه بقايا رصاص المرتزقة هبوا لانتصار الكرامة.
للرموز الأبية التي لاقت من صنوف التعذيب ما لا يخطر على قلب بشر، للعلماء والأدباء والصحفيين، لكل المعتقلين الذين هينت كرامتهم وانتهكت انسانيتهم هبوا لانتصار كرامتكم.
للمساجد المهدمة، لمسجد الأمير محمد البربغي وبقايا عظامه المهشمة، لمصاحف الله المحروقة، لدور العبادة المدنسة برجز وحوشهم، للشعائر التي منعت وقمعت، للدين الذي تجاوزوا شرعه وحدوده هبوا لنصر اسلامكم وكرامتكم.
يا أبناء خير البشر وعبيد الرب الواحد القهار، يا أبناء قالع باب خيبر، يا أبناء سيدة النساء، يا أبناء كريم الكرماء، يا أبناء سيد الشهداء، هذا وطنكم وهذه ثورتكم وهذا يومكم فلا تتراجعوا، وهذا عهدكم فلا تخلفوه.
يا غضب الثورة لا تهدأ أعلنها ثورة، في وجه المعتدين، في وجه كل من طغى وتجبر، ومعكم يا شباب الثورة الله رب العالمين، معكم مالك الملك الذي يؤتي وينزع الملك ممن يشاء، فإن ينصركم الله لا غالب لكم.
http://www.youtube.com/watch?v=PTcF0HYHpP4&feature=youtube_gdata_player
ليث البحرين
١٧-١١-٢٠١١
يا حسين، كبرت في مأتمك عاشقاً صادقاً لك أكررها "ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً"، وكلما زادني الهم زدت صبراً بذكر مصابك ولسان حالي يقول "كل المصايب هونتها مصيبة حسين".
يا حسين، نداءك الذي جرحني وأحرق قلبي منذ طفولتي "ألا من ناصر ينصرنا" لم يستوعبه وجداني إلا حين عشته واقعاً في يوم ١٦-٣-٢٠١١ حين حوصرنا بجيوش مجيشة ونحن عزل بميدان الشهداء. أحسست بمرارة مصابك الأليم وكيف عشتها فاجعة الطف بلا ناصر ولا معين إلا ربك الكريم.
يا حسين، حاصرتنا دباباتهم وطائراتهم بأسلحتهم الرشاشة وعدد لا نهاية له من الملثمين، هاجمونا بعد صلاة الفجر ولم يرحمونا رغم انكشاف مواقعنا لهم وعدم حيازتنا على ما ندافع به عن أنفسنا.
يا حسين، مرر الشيخ فوق رؤوسنا القرآن الكريم، فمن مرر القرآن فوق رأسك الشريف، يا حسين لقد حاصروا مستشفياتنا ومنعونا من علاج جرحانا ورغم ذلك عالجناهم بقلة الاستعدادات وشح الدواء واعتقال المسعفين والأطباء ولكن من بلسم جراحك وعالج مصابيك.
يا حسين، زحفنا للتشييعات رغم منعم ومحاصرتهم ولكننا واسينا أهالي الشهداء ورفعناهم تاجاً فوق رؤوسنا، فمن اهتم بذويك وأهل شهداءك وقد طيف بهم من بلدٍ إلى بلد سبايا يتفرج القاصي والداني عليهم ويتصفح وجوه بنات الرسالة أراذل البشر ورأسك يناظرهن من رمحه الرفيع بدمعة القلب المدفون ظلماً بكربلاء.
يا حسين، وكم منا من كان بطلاً في ميدان الشهداء يزلزل الأرض بهتافاته قد أمسى بعد احتلال الدوار نمراً من ورق يخشى حتى أن يتكلم بظلامات شعبنا الجريح ويواسي ضحاياه أو ان يتكلم بلسان الحق كما فعلها معك أراذل أهل النفاق.
يا حسين، خذ منا ولاءنا بالدم النازف فوق ثرى بلدنا المحتل المدنس من شذاذ الآفاق حباً وكرامة لدمائك التي خلدت مدرسة الحرية للعالمين.
يا حسين، خذ منا أشلائنا الممزقة بسياط جلاديهم وتحت حوافر مركباتهم ومصفحاتهم تواسي ضلوعك المكسرة تحت عجلات خيول بني أمية.
يا حسين خذ منا عيون جرحانا البواسل تواسي جرح أخيك أبي الفضل، خذ منا رؤوس شهدائنا عيسى عبد الحسن وعيسى رضي وأحمد فرحان تعانق روح العباس ورأسه المهشم بعمدٍ من حديد.
يا حسين، خذ منا جراحات حرائرنا وتعذيبهن في سجون من لا دين لهم قرباناً لفخر المخدرات ونسائك المسبيات المعذبات المرملات اللائي تحملن من الألم ما تزول الجبال لشدة قسوته.
يا حسين، خذ منا الأكبر والقاسم وحبيب وزهير، فهذا علي المؤمن وندائه الأبدي "نفسي فداء وطني"، وهذا علي الشيخ وصرخته المدوية "إن عطاء الدم ثمن الحرية"، وذاك احمد القطان جرح ثلاث مرات وأبى إلا الاستشهاد، وذلك علي بداح الذي عصر بين الجدار وسياراتهم ليعيد للوجود جرح الزهراء.
الهي وتقبل منا هرولتنا في ميادين طاعتك، تقبل منا يا رب تنقلنا مجاهدين بين ساحات التضحية في سبيل دينك وعزة المؤمنين من ملة نبيك، تقبل جراحنا في قرانا ومدننا وبلداتنا، بشوارعنا وأعمالنا وبيوتنا، مخلصين لك الدين ولو كره الظالمون.
ولك يا حسين تلبية من دم، تلبية خالصة لوجه الله، تلبية الرجال الرجال الذين يضحون بالغالي والنفيس في سبيل الوطن والعقيدة.
فلبيك يا حسين بأرواحنا، بدموعنا، بدمائنا، بأطفالنا، بأموالنا وكل ما نملك.
هي تلبية العاشقين الصادقين يا أبا عبد الله، تلبية من يحكي جرحك بدمه وينطقه بعذاباته، تلبية من مخيلته تحكي جرحك الأبدي وكأنه رآك حين شهادتك وقد حللت من احرامك ولم تلبي في حج البيت الحرام، فكنت فوق الثرى ترددها بضميرك ووجدانك يا حبيبي وتقول والشمر بنعله فوق صدرك قابضٌ على لحيتك يضربك بسيفه اثنا عشرة ضربة:
ربي واقبل سيدي هرولة العشرِ
وأنا فوق الثرى مني الدماء تجري
فأتت زينب كي أنهض للخدرِ
أنا هرولت لها لكن على صدري
تلبياتي إلى الداعي .. والخيول بأضلاعي
الهي وربي أهذا سيدي يكفي
صفاي ومرواي هما في عرصة الطفِ
ولقد وكلت عن هرولتي الحوراء
زينبٌ كم هرولة في وحشة الصحراء
تجمع اليتم الذي فر من الأعداء
غيرة الله اغضبي وأبكي يا زهراء
صفوة الله أيا زهرا .. عظم الله لكِ الأجرا
الهي تقبل قليل الحجِ بالعاشر
بقلبي وحيداً إذا صرت بلا ناصر*
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
ليث البحرين
٢٥-١١-٢٠١١
*من قصيدة "كلنا يا حسين" للشاعر المبدع عبد الطاهر الشهابي والرادود الحسيني صالح الدرازي ليلة عاشر ١٤٣١ هجرية في مأتم بن سلوم - المقطع الأول
http://www.youtube.com/watch?v=IL_5Ei05Do0&feature=youtube_gdata_player
٤٥ شهيداً عرجوا للحق بدمائهم، توفوا لبارئهم ليشكوا ظلامة شعبهم ويحكوا قصص جراحاتهم غصةً غصة لأهل الأرض وسكان السماء.
من بينهم النساء والرجال، الصغار والكبار، من قضى ظلماً بغازاتهم ومن عذبوه حتى الموت بغياهب سجونهم ومن أعدموه بتفجير رأسه ومن جعلوا جسده منبتاً للرصاص الانشطاري "الشوزن" الممنوع دولياً والذي تم تخصيصه لصيد الحيوانات فقط.
وقد بزغ من بين كوكبة الشهداء نجوماً استشهدوا في ساحات النضال، منهم قاهر الدبابات عبد الرضا بوحميد وعلي مؤمن وعلي الشيخ وعيسى عبد الحسن وأحمد فرحان وأحمد القطان والقائمة تطول، هؤلاء استشهدوا في المواجهات المباشرة مع مرتزقة وبلطجية آل خليفة وآل سعود، بعضهم بالرصاص الحي وبعضهم بالانشطاري وآخرين بالقنابل المسيلة للدموع وما شابه.
ولكن من أفجع من استشهد بالمواجهات هو شهيدنا البطل علي بداح الستراوي، فعلي لم يرحموه رغم ضعف جسده وهزالة بينته، لقد هشموا رأسه وجسده وسحقوه بين الجدار وسياراتهم ذات الدفع الرباعي كبيرة الحجم.
وتزامن مع دهس علي وتهشيم جسده النحيل حادثاً آخر لا يقل وحشية وبشاعة، فصورة زهراء البالغة من العمر ٢٧ عاماً وعمود الحديد مغروساً في رأسها أزالت النوم من جفوننا وأقرحت عيوننا.
أي وحوش هم حثالات هذا النظام الفاجر وأي تربية رذيلة ترعرعوا عليها، أي قلوب متحجرة متصلبة يملكون، أتحاربون الله وخيرة عبيده بهذه الوحشية التي لا داعي لها وتدعون إنكم مسلمون؟ من أي مستنقعٍ فاحش البغاء تم انتقائكم على يد العائلة الحاكمة الساقطة لتقوموا بقمع شعبٍ لم يحمل لكم إلا المودة والورود؟
ولكننا نشكركم لا لإخلاقياتكم ولا لوحشيتكم ولا لتربيتكم، بل نشكركم لأنكم زرعتم فينا الأمل المتجدد بغدٍ جميل، ببحرين سعيدةٍ فرحة متحررة من حكم آل خليفة وبدونكم يا شذاذ الآفاق.
لقد جددتم كربلاء الحسين بنا، فهذا عباسنا وهي زهراء المضروبة على رأسها بعمدٍ من حديد، وهذا أكبرنا وهو علي الذي دهستموه وهشمتم جسده كما تم تهشيم جسد الحسين وأصحابه تحت حوافر خيل جيش يزيد.
وتبقى لبطلنا علي الستراوي ذكرى أخرى أنفرد بها، لقد عصروه بين الباب والجدار، لقد هشموا صدره وكسروا أضلاعه كما حدث للممتحنة العظيمة، ليبقى جرحه بالذاكرة خاصاً كما هو أول جرح وظليمة لآل بيت محمد "ص".
لله درك يا علي، جمعت حادثتي الدار وكربلاء بفاجعةٍ واحدة، هنيئاً لك شهادتك يا بطل البحرين ونجم الشهداء، وعزائنا بخيرة أقرانك رجالات البحرين رغم صغر سنهم، فهم لا يهابون الموت في سبيل صنع الحياة، وأقولها لك بوداعك يا صادق الوعد كما قالها يوماً الرادود سيد هاني الوداعي عاتباً على الجدار الذي لم يحتضنك ويحميك بحنان الأمومة المضطهدة من بطش من لا قلب لهم:
بين بابٍ .. وجدارٍ .. سامح الله الجدارا
ليث البحرين
١٩-١١-٢٠١١
٩ أشهر مرت وأكثر وما زال الشعب مصراً على ثورته، رغم معاناته وجراحاته وتضحياته الجسام ورغم وحشة الطريق وقلة الناصر.
وبعد كل هذه الأيام المليئة بالصبر والأنات، وصلت الثورة الى وقت الحسم الذي لابد منه، فالمؤامرة الامريكية-الخليفية-السعودية لوأد الثورة والالتفاف عليها ستبدأ الأسبوع المقبل بصدور تقرير بسيوني المعد سلفاً لتبرأة النظام وإلقاء مسؤولية الجرائم على عاتق بعض صغار مرتزقته وجعل الثورة طائفية الطابع مما سبب بدخول درع الجزيرة لحماية السنة وإن وجود العائلة الحاكمة هو الضمان للوحدة الوطنية.
هذه المؤامرة ستتوج بحوار يقوده سلمان بن حمد يوصل لتوصيات بشبه ملكية دستورية، وتنتهي باستفتاء يمرر هذه المهزلة وينهي الأمور بإطاحة خليفة وتنصيب غيره من العائلة الحاكمة ولا يستبعد أن يكون المشير أو معجزة العصر ناصر بن حمد.
هذا هو التصور الأمريكي لحل جوهر المشكلة، ولكنهم اهملوا أمراً أساسياً ولاعباً رئيسياً بالحراك السياسي والثوري، ألا وهو شباب الثورة بقيادة الإئتلاف وحركة ١٤ فبراير.
هذا التجاهل للشباب وكل خط الممانعة برموزه المغيبة في السجون منذ ٨ أشهر له أسبابه، ومن أهمها زرع الفتنة بين جمهور الجمعيات العريض المطالب بإصلاح النظام وبين شباب الثورة المطالبين باسقاط النظام، والسبب الآخر هو سقف المطالب العالي للشباب والمتمثل بحق تقرير المصير والذي لن ترضا عنه أمريكا وعملاؤها حلاً للقضية السياسية بالبحرين، الأمر الذي قد يسبب زعزعة الأنظمة الخليجية التابعة للإدارة الامريكية سراً وعلناً.
وفي خضم كل هذه المؤامرات التي تحاك ضد شعب البحرين وثورته المجيدة، وجب القيام بخطوة تصعيدية غير مسبوقة لافشال تقرير بسيوني والمخطط الامريكي الأخطر على مكتسبات الوطن، وهذا التصعيد عبرت عنه المجموعات الشبابية بعنوان انتصار الكرامة، الفعالية التصعيدية المفتوحة لفرض خارطة طريق الشارع على الجميع.
لقد بلغنا عنق الزجاجة، فإما التصعيد الثوري والحسم الميداني الذي سيرافقه التضحيات الجسام، وإما انكسار وانحسار الثورة مما يستوجب القبول بأفضل تسوية سياسية ممكنة حفاظاً على الوطن وأحراره.
لذلك لابد لنا من التصعيد، لابد من الغضب الهادر لاقتلاع جذور الفساد والظلم من وطننا المحتل، لابد من الصبر والصمود بالميدان حتى بلوغ المطالب المحقة.
يا شباب الوطن، يا غيارى البحرين، هبوا بصمودكم المعهود، املئوا الطرقات بغضبكم، اغلقوا الشوارع وتظاهروا بالعاصمة حباً لتراب وطننا ووفاءً لتضحيات شعبنا.
لجمجمة أحمد فرحان، لرأس عيسى عبد الحسن، لعيني علي مؤمن، لابتسامة عبد الرسول الحجيري، لشخصية كريم فخراوي، لقلب بهية العرادي النابض، لحنان زينب التاجر، لصبر زينب الستري، ولكل شهداء البحرين ال٤٤ هبوا لانتصار الكرامة.
للأطباء الذين عذبوهم وعلقوهم بنسائهم ورجالهم، للعكري والصفار والسماهيجي والضيفين والتوبلاني وديواني وكل الطواقم الطبية التي لم تتوانى لحظة واحدة عن علاجكم وتضميد جراحكم هبوا لانتصار الكرامة.
للمدرسين والمربين الفاضلين، لأبو ديب الذي قضى ٦٤ يوماً بالحجز الإنفرادي، لجليلة السلمان، لكل المعلمين والمعلمات الذين ضحوا بالغالي والنفيس هبوا لانتصار الكرامة.
لعلاء حبيل وأخيه محمد، للفرساني وموظفي حلبة البحرين، لذو الفقار وكل الرياضيين الاحرار الذين ساهموا بدمهم في الثورة هبوا لانتصار الكرامة.
للعسكريين الأبطال وعلى رأسهم علي الغانمي، للذين عذبوا تعذيباً خاصاً لرفضهم اطلاق النار على ابناء شعبهم ومنهم الشهيد عزيز عياد، وفاءً لهم هبوا لانتصار الكرامة.
للحرائر التي تعذبت في سجون الظالمين، للمنسية المظلومة فضيلة المبارك، للبطلة ريما هلال، للمجاهدة المضحية أشواق المقابي، لكل إمرأة بالسجون ضحت بكل ما لديها من أجل الوطن هبوا لانتصار الكرامة.
للجرحى الذين فقدوا إحدى حواسهم، لكل من فقد عينه، لكل من قدم دمه في ميادين الجهاد والتضحية، لكل من نبت في جسمه بقايا رصاص المرتزقة هبوا لانتصار الكرامة.
للرموز الأبية التي لاقت من صنوف التعذيب ما لا يخطر على قلب بشر، للعلماء والأدباء والصحفيين، لكل المعتقلين الذين هينت كرامتهم وانتهكت انسانيتهم هبوا لانتصار كرامتكم.
للمساجد المهدمة، لمسجد الأمير محمد البربغي وبقايا عظامه المهشمة، لمصاحف الله المحروقة، لدور العبادة المدنسة برجز وحوشهم، للشعائر التي منعت وقمعت، للدين الذي تجاوزوا شرعه وحدوده هبوا لنصر اسلامكم وكرامتكم.
يا أبناء خير البشر وعبيد الرب الواحد القهار، يا أبناء قالع باب خيبر، يا أبناء سيدة النساء، يا أبناء كريم الكرماء، يا أبناء سيد الشهداء، هذا وطنكم وهذه ثورتكم وهذا يومكم فلا تتراجعوا، وهذا عهدكم فلا تخلفوه.
يا غضب الثورة لا تهدأ أعلنها ثورة، في وجه المعتدين، في وجه كل من طغى وتجبر، ومعكم يا شباب الثورة الله رب العالمين، معكم مالك الملك الذي يؤتي وينزع الملك ممن يشاء، فإن ينصركم الله لا غالب لكم.
http://www.youtube.com/watch?v=PTcF0HYHpP4&feature=youtube_gdata_player
ليث البحرين
١٧-١١-٢٠١١
مع الصادقين
ثورة الرابع عشر من فبراير، ثورة الورود، هي ثورة شعب البحرين كل البحرين. هي ثورة العلماء والحكماء وعامة الشعب، وهي ثورة المهندسين والأطباء والمدرسين والرياضيين والحرفيين وكل فئات المجتمع، هي ثورة العرب والعجم، ثورة الشيعة والسنة، ثورة المتدينين والعلمانيين، هي ثورة لخصت واقع وتنوع ثقافات شعب البحرين.
وكل من شارك بها، بجزيئاتها وكليتها، ببحرها وبرها، بحلوها ومرها، كان صادقاً مع نفسه حين قام بعملٍ معينٍ لدعمها وترسيخ جذورها بالمجتمع. فترى الاغنياء لا يتوانون عن مد يد العون للمحتاجين من أحرار الشعب الذين فقدوا معيلهم شهيداً أو أسيراً أو جريحاً. وترى الطبيب الذي هاجر لبلاد الغربة وعاش وطراً من عمره مغترباً يضحي بكل ما يملك لينقذ جريحاً هنا وجريحاً هناك. وغيرها من الأمثلة الكثير.
لن نفسر النوايا ولن نتكلم عن خبايا الأنفس فعلمها عند ربي، ولابد من وجود بعض الانتهازيين والمتسلقين وهي حال كل الحركات والثورات على مر التاريخ، ولكن بظاهر الامور نحكم بصدق واخلاص كل من شارك وضحى بجزأ من وقته او صحته او ماله للمشاركة الفعالة في انجاح الثورة ولو بمرحلةٍ من مراحلها فقط.
ولكن ليسمح لي الجميع، ليسمح لي الرموز والسياسيين والأطباء والمدرسين والرياضيين وكل من ساهم في الثورة، ليسمحوا لي ان أقول من هم أصدق الصادقين، إنهم شباب الميدان، إنهم فرسان النزال الذين أغلقوا شوارع البحرين الرئيسية.
حين يعلم المرأ انه ان اعتقل بتنفيذ هذه المهمة فإنه سوف يعذب، سوف يعلق، وقد يغتصب ولن يذكره احد، لن يكون إلا رقماً جديداً مضافاً للمعتقلين، ولن يدافع عنه العالم فهو ليس برمز ولا طبيب ولا رياضي ولا مدرس، هو مجرد فتى او شاب اغلق الشارع ليقول للعالم وللشعب كفاكم تجاهلاً لنا، ورغم كل هذه المخاطر يخرج هذا الشاب للشارع ويغلقه وهو يعلم انه قد يواجه سيارة أحد البلطجية ويتم دهسه، أنه قد يواجه احد المرتزقة المدنيين ويطلق عليه النار ويرديه قتيلاً او جريحاً، انه قد يواجه الاعتقال ويعذب بوحشية لا نظير لها ولن ينصره احد.
أي رجولة هي رجولتكم، أي بطولة هي بطولتكم، أي مدرسة عظيمة للنضال أنتم. أنتم أمل أمهات الشهداء ابتداءً من علي مشيمع وحتى أحمد القطان، أنتم الوعد الصادق، بكم تعزف اهزوجة الكرامة لتهب بنسيمها العليل على الأرواح المتهالكة فتنعشها وتحيل جديب الضمير حياً من جديد.
يا أشرف الناس وتاج الرأس، لا تتراجعوا قيد أنملة عن مطلب تقرير المصير، واصلوا اغلاق الشوارع، اعلنوها مدوية في كل ارجاء الوطن، اعلنوا مطالبكم المحقة للعالم اجمع: نحن شعبٌ مسالمٌ يريد ان يعيش بحرية وعدالة ومساواة فلا امن ولا استقرار على حساب حقوقنا وكرامتنا بعد اليوم.
سننتصر بكم يا جنودنا المجهولون بالارض المعروفون بالسماء، سننتصر بإبائكم وصمودكم وثباتكم وصبركم على الجراحات، فأنتم الصدق في أروع تجلياته، وانتم فلك الضياء الذي يشرق لغد البحرين الجميل.
طبتم وطابت الارض التي فيها ولدتم، طبتم ودمتم عزاً وفخراً وذخراً للبحرين وكل احرار العالم. إن النصر معقودٌ لكم، فما النصر إلا من عند الله الرحيم الذي يلطف بعباده ويهديهم صراطه المستقيم، فطوبى لكم ثباتكم وهنيئاً للبحرين خيرة شبابها وحماة مستقبلها.
ليث البحرين
١٤-١١-٢٠١١
تغاريد الألم
إن جراحات شعب البحرين متوالية تدمي القلوب
النابضة بالانسانية، فمن ٤٤ شهيداً، إلى ميتين سريرياً، لمئات الجرحى ومنهم من فقد
بصره أو إحدى حواسه الأخرى، إلى هدم المساجد وحرق المصاحف الشريفة، لضرب وتعذيب
النساء وغيرها من الجراحات.
ورغم كل هذه الآلام الرهيبة والجراحات الكبيرة،
يبزغ وسط هذا المستنقع الرهيب فجر الوطن السعيد، وتغرد ألحان فجره القادم بأعذب
التلاحين طيور الحرية الأبية لتعزف "تغاريد الألم" المبشرة بالنصر
المبين.
ولعلي اغتنم فرصة العيد لنشر بعض هذه التغاريد والتأكيد الهادف على
غيض من فيض انجازات هذه الثورة المباركة بما يقارب التسعة أشهر فقط منذ
انطلاقتها:
١- الوحدة الوطنية: ويعد هذا أكبر الانجازات التي تحققت منذ
انطلاق الثورة. فحين نعلم ان الشيخ المفدى عيسى قاسم حفظه الله قد هتف عام ٢٠٠٧
"تسقط العلمانية" من فوق منبر الجمعة، ولكنه منذ بداية الثورة بارك التقارب بين
الوفاق التي تتبع لنهجه السياسي وبين الجمعيات العلمانية وخصوصاً وعد، فإن هذا
التحول هو انتصار تاريخي للشيخ والوطن برمته وقد أعاد بريق اللحمة الوطنية للساحة
من جديد.
ومثال آخر على الوحدة الوطنية ما حدث أيام الميدان من سلسلة بشرية
بين الفاتح والدوار، وكذلك رفع الأذان للطائفتين الكريمتين في الميدان خصوصاً أذان
المغرب مما ساعد على نشر ثقافة تقبل الاختلاف تحت راية الوطن.
٢- الوحدة
الدينية: وهذه من معاجز الثورة، ولعل أبرز ملامحها ما حدث من توحيد لعزاء المآتم في
العاصمة المنامة. فمن كان يتوقع أن تتوحد القلوب بعد الفرقة والتشرذم الذي وصل لحد
التسقيط بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء المذهب الواحد، ولكن شاء الله ان
تتآلف القلوب لنرى الخطوط تنصر بعضها بعضاً وترى الوحدة هدفاً ونبراساً تخطه بفخر
للأجيال القادمة.
٣- دور المرأة: وهذا لا يخفى على أحد، فدور المرأة
ومكانتها بالمجتمع والحراك السياسي والوطني تعزز بعشرات أضعاف زمن ما قبل الثورة،
فمن كان يتوقع ان تكون المرأة صاحبة الأثر الكبير في ثورة ١٤ فبراير، فهي لم تكتفي
بدورها كأم وأخت وابنه للمناضل من أجل الوطن، بل شاركته بقوة في سجنه، في آلامه،
فيما يتعرض له من تعذيب واضطهاد، في التشرد، وحتى في الفصل التعسفي المذهبي عن
العمل والدراسة.
فكل ما قدمته المرأة غيَّر الكثير من العقول من منتقدة إلى
داعمة وراعية لدور المرأة الريادي في خدمة قضايا الوطن، بل جعل حتى الكثير من
الملتزمين دينياً يفتخرون بمناضلات لا ينتمون للتيار الديني ولعل أبرزهن رولا
الصفار التي ينحني لها الجميع اجلالاً رغم عدم انتمائها لتيار ديني
اسلامي.
٤- التكافل الاجتماعي: ويعد هذا أحد الانجازات الهامة، فليس من
السهل أن يقدم الموظف جزء من راتبه للمحتاجين من عوائل المفصولين والمعتقلين، رغم
صعوبات الحياة وخطورة الوضع حيث لا يعلم أحد متى يأتي دوره في الفصل أو الايقاف عن
العمل.
وهذا التكافل أذاب الكثير من الجليد بالمجتمع ورسخ العلاقات
الانسانية بين أفراده وصنع طوق نجاة للجميع وأشعل الشمعة المضيئة في سبيل حرية
وكرامة الوطن.
٥- رموز بناء الوطن: من كان يعرف الرموز التي عذبت وسجنت، من
كان يعرف ما قدموه للوطن وتاريخهم النضالي، من كان يعرف افكارهم ومدى نضجهم
السياسي؟
لقد قدمت هذه الثورة الرموز المخلصة في كل مجالات الحياة لبناء
الغد الواعد وعرفت الناس بهم، فتراها قدمت رموز السياسة والدين، ونجوم الرياضة
والصحافة، ورموز العمل الحقوقي والنضالي، ورموز الاقتصاد والفكر، فبهذه الرموز
والكوادر تم حماية الوطن وبداية بناء مستقبله، وهذا الانجاز الكبير ما كان ليتحقق
لولا حماقة النظام وعنجهيته، فلابد من شكره على ما فعله ليصنع لنا نجوماً تضئ سماء
البحرين.
٦- تعرية المتسلقين: لقد فضحت الثورة المندسين وأصحاب الأفكار
المنحرفة، لقد عرت المتسلقين وملاك المصالح الشخصية الضيقة، فمنهم من فضحته وهو
معمم كعبد المحسن العصفور، ومنهم من هو شيخ دين لم يفقه من الإسلام إلا ما يناسب
مصلحته كعبد اللطيف المحمود، ومنهم الذي باع وطنيته ومبدأه مثل سوسن الشاعر وسعيد
الحمد، ومنهم من تراه يتقلب على بطنه وظهره كالحرباء من أجل مصالحه فهو في يومٍ
يهتف باسقاط النظام وبعد يوم يفصل المئات مثل النقابي علي البنعلي.
٧- حمل
راية الوطن: تشرفنا بحملها في كل الميادين، تشرفنا برفعها عالياً، فرايتنا الخفاقة
أذلتهم وفضحتهم حتى اتهمونا بعدد المثلثات، ووصل بهم الحال لطرح علم بديل للبحرين،
لأن علم الوطن أصبح رمزاً للثورة والثائرين.
إن ما ذُكر ليس إلا النزر
اليسير من انجازات ثورة الرابع عشر من فبراير، وليس إلا لحناً واحداً في سمفونية
تغاريد الألم المجيدة، فهنيئاً لك يا شعبي وعيك ووحدتك، هنيئاً لك انجازاتك وعدتك،
وموعدكم قريباً مع النصر المبين، لتفرح البحرين كل البحرين وتشرق شمسها الصادقة من
جديد، وهذا ليس على الله ببعيد، "فإن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب".
ليث
البحرين
٥-١١-٢٠١١
جبروتهم تحت قدميك
الكثير من الجراحات تكالبت على شعبنا بعد اجتياح درع الجزيرة واحتلاله للبحرين. وتميز منها جرائم النظام ووحشية تعذيب جلاديه في حق الثوار.
ومن أكثر فئات المجتمع التي تضررت من التعذيب الممنهج هي العسكريين الأسرى الذين تم استخدام أقصى طاقات رذيلة النظام لكسر هممهم من خلال امتهان كرامتهم.
منهم شهيدنا الهمام عزيز عياد الذي عذب وصعق بالكهرباء ليموت خلف القضبان سراً، وسلمت جثته لذويه بعد أيام من وضعها بالثلاجة وعليها آثار تعذيبهم الذي عُلم أنه تم في سجن القرين العسكري.
ومنهم من عذبوه وأحرقوا جلده وعلقوه واستباحوا حرماته لأنه رفض أن يطلق الرصاص على بني جلدته، رفض أن يكون جلاداً لأبناء شعبه، ورفض أن يشارك زوراً في جرائم النظام.
وعلى رأس ابطالنا العسكريين الأسرى البطل علي الغانمي، الذي أمد الشعب كله بالحياة بعد الخميس الدامي وبعد ضياع البوصلة لساعات كان الانتظار للمعجزات سيد الموقف، جاء علي الغانمي ليقول للجميع لن أكون بعد اليوم جندياً للنظام بل إني سألبس الزي العسكري وأتشرف به لخدمة وطني وشعبي بما يرضي ضميري وربي.
وشارك علي في مسيرات الشعب وألقى احدى الخطب الثورية من على منصة ميدان الشهداء ليسطر ملحمةً جديدةً في نضال شعب البحرين.
كان يعلم علي الغانمي علم اليقين أنه مهدد ليس فقط بالحبس بل بالقتل لأنه كان أول من إلتحق علناً بالثورة من العسكريين، كان يعلم علي أنه إن تم إلقاء القبض عليه فسيعذب تعذيباً خاصاً انتقاماً منه ومن مبادئه ولكنه لم يبالي أبداً في سبيل الحق.
سقط الميدان أسيراً، احتلت البحرين، وقتل من قتل واعتقل من اعتقل وكان منهم علي، عذبوه تعذيباً خاصاً ولم يرحموه ولكنه رغم الجراحات كان صلباً ثابتاً لا تهزه أسياط مرتزقتهم ولا حبسهم الانفرادي.
وجاء يوم ٢٣-٩-٢٠١١ ليكون موعداً سطر فيه علي خلوده مع النخوة والمروؤة والإباء والغيرة، لم يحتمل استفزازات المرتزقة له بما فعله اقرانهم بنساء وحرائر الوطن حتى ثارت حميته وذهب لحرس سجنه يهتف ويصرخ بوجوههم القذرة "يسقط حمد".
لم تنتظر يا علي أمراً سياسياً، لم تنتظر يا علي تحرك الشارع للدفاع عن الأعراض، تحركت لوحدك كبركان غضب للدفاع عن الحرائر رغم أنك تحت رحمة جلاوزتهم وفي قبضة يدهم.
ضربوك، علقوك، عذبوك، جرعوك ألماً مضاعفاً عن ما سبق، وبالأخير في زنزانةٍ ضيقةٍ قذرة رموك، في ظلمةٍ هي أشد من ظلمة القبر ووحشة ووحدة تقتل النفس مهما كانت صابرة محتسبة.
يا علي، لم يبكيني تعذيبهم لك لأني متيقنٌ من صلابتك، لم يبكيني وثبتهم عليك واستفرادهم بك بلا ناصر ولا معين، إنما أبكتني شجاعتك ومروؤتك، عندما هتفت يسقط حمد، هتفتها ولسان حالك يقول أين غيرتكم، أين شهامتكم، أتهان النساء وتلقى كالحيوانات المكبلة على الأرض ولا تحركون لهن ساكناً.
أفجعني بكاءك يا علي في جلسة محاكمتك الأخيرة، فأنت لم تبكي خوفاً ولا هلعاً، ولكن بكيت وأنت ترى بعينيك ما قلته بميدان الشهداء، بكيت للشعب الذي كنت تتمنى أن يصل لجرأتك وشجاعتك لينال حريته ويحافظ على نسائه وحرماته وشعائره.
لا تبكي يا علي، لا تبكي يا أسد الثورة، لا تبكي فإن بكاءك قطع نياط قلب كل حرٍ شريف، لا تبكي فأحرار الوطن إلى تصعيد الثورة سائرون ولا تأخذهم بالله لومة لائم.
لا تبكي يا علي فالغضب للنساء وكل معتقلٍ ومعتقلة ما عاد غضب عجز ونحيب، بل هو غضب اغلاق الشوارع والتصدي للمرتزقة والعملاء في كل حين.
نعاهدك ونعاهد كل حرٍ رغم الاغلال ان نواصل النضال حتى النصر المبين وان طالت ثورتنا لسنين، بك يا علي وبأقرانك ننتصر.
وتذكر كلما تعيش وحدة السجن وظلمته وعذابه انك شمسٌ تضئ درب الثائرين فلا تجزع ولا تبكي .. إن ملكهم وجبروتهم تحت قدميك.
ليث البحرين
٢-١١-٢٠١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق