عيد الدموع


أي عيدٍ هو هذا العيد وأي فرحةٍ مسروقة من قلوبنا المحترقة غضباً هي هذه الفرحة.

فقد إبتدأ الركب الجهادي في الليلة الثانية من رمضان بمسيرات شبابية قمعت بمسيلات الدموع. وكانت بني جمره في ليلة الجمعة الأولى من رمضان فكانت النقلة النوعية في مقاومة النظام الفاسد واعتصامات تقرير المصير فقد تزتزلت البحرين واهتزت بغضب الشباب الهادر.

وكانت ليلة الجمعة اللاحقة في سنابس الصمود وتحقق بها الكثير من اغلاق شوارع عامة واربع مجمعات وضياع وتشتت لقوى القمع الخليفية.

أما ليلة الجمعة الثالثة في رمضان فكانت ابداع لا يوصف في كرانه حيث سيطر شباب الثورة على ميدان الاعتصام لأكثر من ساعتين بإرادة حديدية لا توصف.

وكان القاسم المشترك بين كل اعتصامات تقرير المصير هو الافراط بالقمع خصوصاً بغازات الاعصاب ومسيلات الدموع.

وجاءت الليالي الايمانية ابتداءً من وفاة أمير المؤمنين مروراً بليلة القدر المقدسة حيث شكونا بقلوبٍ مؤمنة ودموعٍ صادقة لله ورسوله ووصي نبيه ظلاماتنا وعذابات شعبنا المؤمن.

ثم جاء الانتصار المدوي للشعب في اعتصام تقرير المصير في قرية الدير بيوم القدس العالمي حيث سيطر الشباب على ميدان الاعتصام وتم القاء البيان التاريخي لإئتلاف الثورة.

ولكن كل ما حدث في رمضان لا يقارن بليلة العيد، فقد استخدمت كل وسائل القمع الممكنه ومنها الرصاص الحي ضد المعتصمين في كل البحرين عموماً والديه والسنابس وكرباباد خصوصاً. لقد أغمي على الكثير من الشباب وسجلت عشرات حالات الاختناق الشديد بسبب القنابل الدخانية السوداء التي استخدمت بكثرة، ورغم ذلك فقد سيطر الشباب على القرى الثلاث تماماً ولم يقفوا عند هذا الحد بل توجهوا بجرأة كبيرة للشوراع العامة التي اغلقت من مرتزقة النظام لمنع الشعب من الوصول لدوار اللؤلؤة.

بكينا وأدمعت عيوننا كثيراً طيلة الشهر الفضيل وحتى ليلة العيد بسبب قمعهم، بسبب طغيانهم، بسبب تجبرهم، فكان رمضاناً للجهاد والصبر والدموع.

ولكن كل ما بكيناه وكل الدموع المذروفة لا تقارن بما حدث صباح يوم العيد، فلم نكد نفرح ولو جزئياً ولو ظاهرياً بالعيد حتى توجه سهم ثلاثي الشعب مسموم بحقد قلوب متحجرة لقلوبنا الصابرة المجروحة ليحطمها ويفتتها ألماً وحزناً.

أي دين هو هذا الدين وأي عقيدة فاسدة تبرر قتل طفل أعزل لا يحمل إلا راية وطنه وايمانه بحقوقه المغتصبة، ابحكم الله يحكمون وهو لا يرضا بالظلم لعباده ام بشريعة الغاب يسودون ام بحكم الجاهلية ينتصرون.

لقد أقرح مصاب علي الشيخ جفوننا وحق علينا زفته لجنته لمقعد صدقٍ عندك مليك حق مقتدر، وإن كان هذا عيداً للدموع فهو كذلك عيداً للشرف والكرامة التي ما عشناها يوماً إلا بميدان الشهداء واحتفالات تقرير المصير.

فهنيئاً لك يا شعبي صبرك وجهادك وقرابينك، والنصر لن يتحقق إلا بالثبات والصبر والصمود. وهنيئاً لك يا وطني عيد الدموع، عيداً وطنيا خالصاً لا يعيشه إلا المخلصون كعلي الشيخ وأقرانه من أسياد النزال وساحات الجهاد.

ليث البحرين
غرة شوال
٣١-٨-٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق