٢٣٠ عاماً مرت وأكثر على الإحتلال الخليفي للبحرين وما زال البعض متأملاً خيراً بهم بأنهم سيتنازلون ليحكم الشعب نفسه بنفسه بلا وصاية منهم، وهذا ليس إلا حلم يقظة بائس لا أساس له من الصحة اطلاقاً.
فكم سلسلة الجرائم الهائلة منذ دخول هذه العائلة الفاسدة للبحرين لا يمكن دفنه أو نسيانه أو جعله نسياً منسياً، فيكفينا ما فعله أجدادهم بأجدادنا من ترويعٍ وقتلٍ وسلبٍ للأراضي والحقوق واغتصاب للحرمات مما أدى للهجره الجماعية من البحرين نحو أطراف الخليج تارة، ولجنوب شرق آسيا والساحل الأفريقي تارةً أخرى.
وبسبب الإرهاب والقمع الرهيب انفجر الشعب في أكثر من مرة عبر هذا التاريخ المديد ضد حكمهم ومن اشهر انتفاضاته معركته مع الدواسر في عالي التي انتهت بطردهم من البحرين على يد المعتمد البريطاني.
ثم توالت الثورات منذ عام ١٩١٢ حتى الزمن الحالي مروراً بهيئة الاتحاد الوطني سنة ١٩٥٦ وبعدها اتتفاضة الستينات وحركة السبعينات وثورة الثمانينات وصولاً لانتفاضة الكرامة التي انطلقت في ديسمبر ١٩٩٤ وانتهت بتوقيع ميثاق العمل الوطني سنة ٢٠٠١.
ورغم توقيع العهود والمواثيق لإنهاء الانتفاضات والثورات المتعاقبة بتحقيق ما يصبو إليه الشعب إلا أن قادة آل خليفة لم يلتزموا مطلقاً بأي اتفاق يوقعونه وليس ببعيد ما فعله ملكهم الحالي حمد من قسمه على القرآن وتوقيعه على وثيقة السيدين الغريفيين التي تم وضع نسخاً لها في الصحف الحكومية ورغم ذلك لم يفي بوعوده.
ولذلك، وبعد سرد هذه الأحداث التاريخية،
لابد أن نتعظ وأن لا نتراجع خصوصاً انهم في موقف ضعف وتخبط واضحين، فلا قمعهم الرهيب افادهم ولا تهديم المساجد رفع شأنهم، فهم في شكٍ من أمرهم مريب.
وليس أمامهم إلا التنازل للبقاء حكاماً للبحرين، فلذلك يجب ويجب أن نركز على مطالبنا الرئيسية وأن تتحقق غير منقوصة وغير مرتهنة سواء بجمهورية أو ملكية دستورية او امبراطورية، فالمهم المضمون:
١- حكومة منتخبة كاملة الصلاحيات لا يتدخل الملك ومن في رتبته في صلاحياتها وتكوينها مطلقاً.
٢- مجلس وطني كامل الصلاحيات ذو تمثيل عادل للمكونات العرقية والدينية.
٣- جيش وطني يكون تحت قيادة رئيس الوزراء المنتخب وليس تابعاً للملك ولا غيره.
٤- قضاء مستقل استقلالاً تاماً عن باقي السلطات وليس هناك أحد ذو ذات سامية لا تتم مسائلته امام هذا القضاء العادل.
إن التنازل عن هذه المطالب الأربع العادلة بحجةٍ أو أخرى كدفع الضرر أو الظروف الإقليمية، يعتبر خيانة لله والوطن والتضحيات، خيانة للمساجد المهدمة والمصاحف المحرقة، خيانة لدماء الشهداء وعذابات الرجال والنساء، خيانة لأنين الجرحى ودموع الثكالى والأيتام.
لذللك نطالب الجميع بالتمسك بمطالبنا العادلة وعدم الانسياق خلف الوعود الكاذبة التي لن يلتزم بها خائن للوعود كحمد وعائلته. فكفانا أحلام يقظة بائسة لا نستزيد منها إلا ضياعاً.
ليث البحرين
٢٨-٨-٢٠١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق