واشتعل الرأس شيبا


لاقيتها في العشرين من فبراير تنتظر منا مساعده في ترتيبات بعض الأمور بميدان الشهداء وخصوصاً الطبية. كانت تعاملنا كأبنائها بحنان صادق وقلب رحيم.

كانت كالنحله التي لا تهدأ من العمل الدؤوب، تتنقل بين الخيم لتتفقد الأحوال، وكذلك بين مستشفى الشهداء والميدان في نشاط دائم لضمان تقديم الخدمات الطبية بنفس المستوى بالمستشفى مهما حدث بالميدان.

إنها ملاك الثورة ورمز حرائرها البطلة المحرره رولا الصفار. لديها قلب رحيم وايمان ثابت بالقضية وحقوق الشعب، وقد سألتها احدى المرات ألا تخافين ان تعتقلين ان تم قمعنا فقالتها ضاحكة "حشرٌ مع الناس عيد".

ما قدمته رولا في الدوار لا يمكن وصفه فهي التي احتضنت الممرضات والأطباء بأحلك الظروف خصوصاً بعد الخميس الدامي ورتبت أعمالهم بالمستشفى وركزت على أن لا يحدث خلل يستغله ضعاف النفوس في ضرب الثورة.

لم تكن لتفرق بين شيعي أو سني وهي المولوده من أب شيعي وأم سنيه فضربت أروع الأمثله بالانسانيه والوحدة الوطنية الحقيقية.

أما صبرها رغم التعذيب الممنهج الرهيب الذي تعرضت له فحدث ولا حرج فهو اسطورة بحد ذاته لا يمكن المرور عليه من دون القول بملأ الفم إنها بطلة الثورة بلا منازع وبأنها رمز عنفوانها وسلميتها وانسانيتها. فرغم اشتعال رأسها شيباً والضعف البادي على جسدها النحيل ولكنها هي التي احتضنت محبيها بحنان دافق وأعطتهم القوة بدل أن تستمدها منهم.

فهنيئاً للبحرين مناضلات ببطولتك أنت والأستاذه الفاضلة جليلة السلمان.
هنيئاً للبحرين بطلتيها
هنيئاً للبحرين عينيها
فرولا عين ... وجليلة عين
وعاشت بكما البحرين.

ليث البحرين
٢٢-٨-٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق