ما عرف التاريخ قوماً تجرعوا عذابات إنتمائهم لعرقٍ معين أو مذهبٍ معين كرموز وأتباع مدرسة أهل البيت ألا وهم أحباب وشيعة علي.
فكم تجرع أبناء أمير المؤمنين من العذابات على يدي أعدائه ومبغضيه، فهذا الحسن تم سقيه السم الزعاف وبقى يلفظ كبده قطعة قطعة حتى اخضر لون جسمه طيلة٤٠ يوماً. وهذا الحسين يذبح من الوتين ويفصل جسده عن رأسه ويرض جسمه بحوافر الخيول بغضاً لأبيه.
أي حقدٍ دفين لدى من بغضوك يا علي جعلهم يسمون الحسن لقتل كرمك وجودك ويذبحون الحسين لذبح شجاعتك وإبائك.
هم لم يكتفوا بذلك بل شردوا وذبحوا وقتلوا وسبوا كل من والاك وأحبك حتى عصرنا الحالي والعراق والبحرين مثلين حيين على ذلك.
فهذي العراق قتل بها مئات آلاف الشيعة على مدار اكثر من ٨ سنوات بسبب التكفيريين والبعثيين وما من باكٍ ولا باكية عليهم.
أما البحرين فلا توجد ذرة من المحرمات إلا فعلت ومن الحرمات إلا انتهكت وخصوصاً منذ انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير.
ماذا نشكو لك يا علي ونحن نلاقي العذابات فقط لحبنا لك؟
أنشكو هدم مساجد الله وحرق مصاحفه؟
أنشكو تعذيب النساء واغتصاب بعضهن واهانتهن في السجون؟
أم نشكو التعذيب الممنهج علينا ليلاً ونهاراً تعذيباً قاسياً لا رحمة فيه ولا خشية لله به؟
أم نشكو تكالب العالم وبعثه بالجيوش لقمع شعبٍ أعزل لا يملك ولا قطعة من السلاح؟
والقائمة تطول.
ولكنهم ما عرفوا قيمتك في قلوبنا يا حيدره، يا علي إن كل ذرة فينا تعشقك، فعذاباتنا في سبيل حبك وحب أبنائك احلى من العسل المصفى، فحبك الضمانة للدين والدنيا وفوزاً عظيما مؤزراً بالآخرة.
وهل يوجد اصدق من الحديث المتواتر في كتب جميع المذاهب الاسلامية حيث قال رسول الله"ص": حب علي إيمان وبغضه نفاق.
فلا والله لن يفلحوا أن يثنونا عن محبتك والاقتداء بنهجك، ولا يسعنا بالختام إلا أن نردد ما قاله الشيخ بشار العالي في قصيدته التاريخية "يا ليلة القدر الحزينة":
الحب ما زال بقلبي
ينمو بأغصانٍ أصيلة
يرويه بالأزمان دمي
كالماء إذ يسقي النجيلة
ليث البحرين
١٧-٨-٢٠١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق