إن للسبط الحسن صفات لا يمكن حصرها بمقال او خواطر او عناوين فرعيه. فهو سبط النبي الأكبر الذي قرت به عينه فاشتقت كلمة القرقاعون من كلمتي "قرة أعين" ليلة مولده بالنصف من رمضان لتكون إحدى أسعد المناسبات الاجتماعية في السنة الهجرية.
والحسن المجتبى اشتهر بكرمه فهو أكرم الكرماء وكيف لا وقد قاسم أمواله مع الله ثلاث مرات في حياته وقدم الغالي والنفيس للقيام بحال فقراء المسلمين ومحروميهم أيام حكم معاوية "كسرى العرب" الذي استنزف وسرق خيرات الأمه.
أما صبر الحسن وحلمه فهو مثلٌ يحتذى لا يمكن أبداً تجاوزه بدون الافتخار به واخذه نبارساً للحياة، فيكفي لصبره ذكر ما قاساه من مواليه قبل أعدائه حيث قال الكثير منهم له يا مذل المؤمنين ومع ذلك لم يقابلهم إلا بابتسامة الرحمة والحلم الجميل.
ويكفي دليلاً على روعة حلمه المثالي مشاركة مروان بن الحكم في رفع جنازته وهو من رمى نعشه بالسهام حتى تدمى وحين سأله الحسين: تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعّه الغيظ؟ فقال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال الرواسي.
أما إيثار الحسن فهو مالا مثيل له بالتاريخ،
فبعد أن تجرع السم الذي يضرب به المثل من شدة قوته حتى أخضر لون جسمه خلال أربعين يوماً، ولكنه كتم ألمه مراعاةً لأسرته وأخته الحوراء. لهف قلبي كم عانى ألماً رهيباً لم يظهره بل كان يلفظ كبده قطعةً قطعة وهو مبتسماً صابراً محتسباً.
وهل هناك أعظم من موقفه التاريخي وهو يرى الحسين يبكي عليه حسرةً فأطلق نداءه التاريخي "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله". فقد تجاوز ألم سمه الرهيب ليستشعر ألم أخيه الغريب وهو محاصر بلا ناصر في فيافي الغاضرية.
يا أبا محمد علمنا صبرك، علمنا حلمك، علمنا ايثارك وخذنا لدوحة كرمك وجودك يا كريم أهل البيت، فسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم استشهدت بالسم النقيع ويوم تبعث حيا.
ليث البحرين
١٥-٨-٢٠١١
بالنصف من شهر رمضان المبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق