لبيكِ يا بحرين


لبيكِ يا بحرين،
لبيك يا موطني بدماء الشهداء،
لباك القاسميون بدماءهم وضحوا من أجل عينيك بأشلائهم،
لباك علي بداح بأضلاعه المحطمة تحت حوافر مصفحاتهم المعدة لتدمير مساجدنا،
لباك علي الشيخ وهو يصلي صلاة عيده ولم يلبس ثيابه الجديدة بعد بل ابدلها بكفنه،
لباك علي القصاب حين طاردوه وهرباً منهم قفز على شارعٍ فرعي لتدهسه سيارات القتلة،
لباك أحمد فرحان بدماغه الذي تناثر على تراب ستره الطاهر،
لباك عباس الشيخ الذي ملأ الساحات بصرخاته وجهاده ومقاومته،
لباك يوسف موالي الذي سقى الماء بعذب حنانه وطيبة قلبه.

لبيكِ يا بحرين،
لبيك يا موطني بعذابات الجرحى،
لباك اكثر من ٦٠ بطلاً وبطلة بعيونهم اللائي ذهبن فداءً لك يا قرة العين،
لباك اكثر من ٥ جرحى بعاهات مستدامة وفقدان الذاكرة،
لباك المئات من الشبان والحرائر بعذاباتهم وهم جرحى بالرصاص الإنشطاري "الشوزن" ومسيلات الدموع والرصاص المطاطي،
لباك من كتموا صراخاتهم وآلامهم وعولجوا بإنتزاع الشظايا من أجسامهم بدون تخدير "بنج" يخفف عنهم معاناتهم.

لبيكِ يا بحرين،
لبيك يا موطني بآهات الأسرى والمعتقلات،
لباك كريم فخراوي وهو يرفض ان يهتف بحياة الساقط حمد فعذبوه حتى الموت،
لباك علي صقر وحسن فردان وزكريا العشيري معذبين للرمق الأخير في غياهب السجون،
لباك عيسى آل رضي بجمجمته المحطمة وجسمه المهشم الذي بكت له السماء،
لباك عزيز عياد وهو رافضاً لقتل أبناء شعبه فأعدموه تحت جنح الظلام.

لبيكِ يا بحرين،
لبيك يا موطني بصبر حرائرنا ومنهن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا،
لبتك نسائنا مرميات على وجوههن في مجمع السيتي سنتر يتصفح أجسامهن القاصي والداني،
لبتك ممرضاتنا وطبيباتنا وهن يخاطرن في علاج جرحانا في ساحات الجهاد والمقاومة،
لبتك مدرساتنا وطالباتنا وهن يقاومن المرتزقة من أجل وطن يزدهر بالعلم والمحبة،
لبتك أعراضنا التي اغتصبت في سجون آل خليفة حتى حملت بعض فتياتنا من سفاح.

لبيكِ يا بحرين،
لبيك يا موطني بجراحات الإسلام،
لبتك مساجدنا التي هدمها جيش درع الجزيرة بقيادة السعودية حتى بكت مكة والمدينة بصمت على هذه الجريمة،
لبتك مآتمنا التي ضربت وأحرقت وهوجمت ولم يحترمها القتلة،
لبتك شعائرنا التي منعت في دولة تعلن اسلامها وتسمح لليهود والنصارى والمجوس بحرية إقامة شعائرهم ولكنها منعت المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية.

لبيكِ با بحرين،
لبيك يا موطني بقليل ما قدمته لعينيك الجميلتين،
لباك جلد يدي المحترقتين في محرقة السنابس،
لباك ظهري وأرجلي الذين تورموا من ضرب المرتزقة،
لباك سعيي في ساحات تقارير المصير ثائراً حراً لا يرضى حكماً للقتلة،
لبتك أمي التي تودعني بدموعها ولا تنام حتى تطمئن أني عدت سالماً،
لباك والدي الذي رباني على الحرية والمقاومة وما بخل لحظة بي من أجل ديني ووطني،
لبتك زوجتي وهي تودعني ولا تعلم هل سأعود لها مصاباً أو محمولاً على الأكتاف لقبري،
لبتك عائلتي التي احتضنتني طيلة فترة الثورة وساعدتني لأعيش حياة كريمة بعد فصلي من عملي.

لبيك يا بلدي، لبيتك وسأبقى ألبيك، فما زال لدي جلد لم يحترق، وما زال لدي قلبٌ ينبض بالمحبة والكرامة، وما زال لدي القوة لأصرخ هاتفاً:
بالروح بالدم نفديكِ يا بحرين.

وطني، سألبيك دائماً وأبداً في ميادين الجهاد، بين الغازات السامة وزخات الرصاص، مع القلة الفدائية الثائرة، تحت راية العز الحقيقية التي زلزلت كيان النظام الخليفي المحتل بدماء شهدائنا الأبرار، هناك حيث الشعار المركزي يسقط حمد، وهتاف الحناجر من قلوبٍ صادقة: الشعب يريد اسقاط النظام، هناك حيث نتقدم للشهادة بلا تردد، هناك حيث يجمعنا رغم الجراحات الرهيبة حب الوطن لنعزف اللحن الجميل الذي تذوب في معانيه تغاريد الألم لتصنع الأمل بغدٍ مشرق لهذا الوطن، هناك حيث تلبياتنا بدمائنا وأرواحنا نرددها بعشق الوطن:
لبيكِ يا بحرين
لبيكِ يا بحرين
لبيكِ يا بحرين



ليث البحرين
٥-٣-٢٠١٢


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق