وبلغ المرسلون!


أنا من أنا، أنا من أكون، ما هي هويتي وماذا أصبو إليه؟ أسئلةٌ تدور في خاطري لابد أن يأتيني من يجيبني ويشفي غليلي.

جائني الرد مزمجراً، هز وجداني وكياني، انه الرد الذي لا شك فيه ولا غبار عليه، جائني من قلبٍ مجروح ملئ بالألم، فإليكم حيثياته وعباراته بلا تحوير او تغيير.

أنا من أنا، أنا الذي خرجت ببضع مئات فقط في البحرين بتاريخ ١٤-٢ ولم تكن لي الطاقة لأواصل فذبلت مني زهرة قبل أوانها، خرجت صباح اليوم التالي غاضباً لأشيعها، فخطفت وردة ثانية زادتني حنقاً فثارت ثائرتي غضباً للدم وذهبت لدوار اللؤلؤة تعبيراً عن طموحي ووجعي وكرامتي.

أنا من أنا، أنا من أُعطيت الوعود جيلاً بعد جيل من نفس العائلة الحاكمة، وشاءت الاقدار انهم لم يفو بوعدٍ واحدٍ مطلقاً، ولكني بقيت ساذجاً طيباً وصدقتهم من جديد، فنمت في الدوار مطمئناً واذا بهم يغدرون من جديد، مجزرة يندى لها جبين الانسانية باربعة شهداء وعشرات المفقودين ارتكبها القتلة بالثالثة صباحاً.

فغضبت وزاد حزني وألمي وتعمقت جروحي ورجعت للدوار مخالفاً مقولة الجمعيات والزعامات واصبحت انا قائد نفسي بنفسي فذهب للميدان بدون تخطيطٍ مسبق فذبحوا ارجل رجالات شعبي وهو من قهر الدبابات بصدره العاري فوقع بدمه رسالة عودتي لميدان التضحية والفداء.

انا من انا، انا من بقيت شهراً اصرخ واطالب بكل حكمة وصبر وسلمية فجُوبهت بالقمع والتنكيل وهدم ميدان شهدائي، انا من ادخل حاكم بلده جيوش الظالمين ليثبت حكمه ويقتل شعبه، انا من هدمت مساجده وحرقت مصاحف ربه، انا من لم يسلم علماء دينه من التعذيب والتنكيل والاغتصاب، انا من لم يبقَ من حرامته شئ لم ينتهك وحق لم يغتصب.

انا شعب البحرين بشبابه وشيوخه واطفاله، برجاله ونسائه، انا الثائر الذي تجاوز تقليدية قياداته وهزم الجيوش بصبره وثباته، انا المقاوم الذي ما حاد ولن يحيد لحظةً عن حقه.

وأنا الذي قررت تحرير ميدان الشهداء يوم الجمعة ٢٣-٩-٢٠١١ ولو كلفني ذلك عمري، سأسير للعلا بدمي ولحمي وكفني، منتصب القامة امشي، لا ابالي ما دمت مع الحق، وترفرف حولي ارواح شهدائي ال٤١ الذين ما ضحوا الا لإسقاط هذا النظام ولكي احكم نفسي بيدي وعقلي.

فتقبل مني يا ربي قليل عملي، تقبل مني هرولتي وركضي وعرقي وجهدي في تقارير مصيري، تقبل دموعي ودمي الذي نزفته وسأنزفه في ميدان الشهداء، تقبل مني ذلك كله يا رب.

سأمضي في ركاب العاشقين، وبحب المضحين الصادقين، سأزحف للميدان لعلي أحظى بإحدى الحسنيين، وقد أودع دار الفناء بلا عرس ولا شعبٍ يزفني ويلحدني، قد أبقى طريح الارض اياماً وليالي، لذلك يا ربي سأمضي وأنا انعى نفسي فاغفر لي يا ربي وتقبل مني:
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
علي ولي الله
فاطمة الزهراء صفوة الله
الحسن والحسين سبطي رسول الله
الأئمة المعصومين أولياء الله
هذا ما وعد الله ورسوله
وصدق الله ورسوله
"وبلغ المرسلون"

ليث البحرين
٢١-٩-٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق