شهداؤنا، رموزنا، نساؤنا، اطفالنا، شبابنا، شيوخنا، مساجدنا، مقدساتنا سامحونا على التقصير.
يا رفاة الأمير الشيخ محمد البربغي، ويا روحه الطاهرة، سامحينا على التقصير، فنحن لم نكن نعلم ان ضريحه قد تم تدميره، لم نكن نعلم ان له مسجداً تاريخياً مقدساً، بل لم نعلم ان له قبراً أساساً، صمتنا صمت القبور يوم هدمه، وتذكرناه وباقي المساجد المهدمة بعد اكثر من ٣ شهور لنظهر بصورة البطولة بعد أن أزيلت معالمه من الوجود، فسامحنا ايها البربغي المقدس واعذرنا على جهلنا والضعف الكبير.
رموزنا الكرام، يا من تعذبتم لأجلنا، ومنكم آية الله المقداد وأخيه الشيخ المجاهد المقداد والأستاذين الحكيمين والخواجتين الحقوقيين والشريف والمحفوظ، اعذرونا على التقصير، نحن نسمع وننقل عذاباتكم وبعد برهة ننساكم لننشغل عنكم بملذات الحياة، فلربما لو ارسلوا لكم رسالة تهديدٍ لكنا تحركنا لأجلكم اكثر من ذلك ولنصرناكم، ولكننا نسيناكم وتجاهلناكم وتركناكم انتم وجميع المعتقلين عرضةً للإغتصاب والتحرشات الجنسية والتعذيب، لم ننصركم عملاً ولن نفعل، فاعذرونا على التقصير.
جرحانا البواسل، يا وقود الثورة، ويا شهداءنا الاحياء، اعذرونا فنحن ما علمنا بعذاباتكم، لم نعلم ان اكثر من ٣٠ شخصاً فقدوا احدى او كلتا عينيهما، لم نعلم ان الكثير فقد قدرته على المشي او الكتابة او فقد احدى حواسه او اكثر بسبب سلاح المرتزقة أو عذابات السجون، سامحونا على التقصير في حقكم فأنتم بالنسبة لنا رقمٌ مجهول.
حرائرنا ونور ثورتنا، يا من عذبتن واغتصبتن وتجرعتن العذابات في قعر السجون، سامحننا فنحن لكن منكرون، بل نحن ندعوكن ان تقرن في بيوتكن فإنتن عورة لا أكثر وما قمتن به اجتهاد خاطئ، ونحن لم نعلم انه تم اغتصابكن ولا تعذيبكن علم اليقين، فسامحونا على جهلنا المستنير.
شهداؤنا العظام، يا اشرف الناس، نحن لم ولن نبيع دماؤكم ولن نتنازل عن الحقوق، فنحن نعلن التحدي وذلك بقبول حمد بن عيسى ملكاً لنا وهو الذي جلب الجيوش الاجنبية للبحرين وسبب عذابات شعبها، ونحن ثابتون مجاهدون بقبولنا لسارق البر والبحر والهواء سلمان الامين ولياً للعهد، نحن لن نتراجع ولن نركع إلا لله بمملكة دستورية يملكها حمد، هادم مساجد الله وحارق مصحفه ومنتهك حرماته، نحن نعلن الوفاء لدماؤكم، وسامحونا على تقصيرنا وخذلاننا فنحن لا نعلم انكم قدمتم دماؤكم لاسقاط النظام وتقرير المصير، انما دماؤكم حجة لنا بالمحافل الدولية لنصل لمكسب جديد في صراع طويل مع النظام، فسامحونا ان لم نفهمكم وحدث منا اي تقصير.
نعتذر لله ولكم يا ضحايانا ولعل ما قدمتوه لا يضيع أجره عند رب كريم، يحاسبنا على مثقال ذرة من العمل الصائب والمسئ، فما قدمتموه كان بعين الله ولن يضيع، فاعذرونا على ضعفنا وسامحونا على التقصير.
ليث البحرين
من عاصمة الثورة - قبيل تشييع شهيدنا الاربعون
١٥-٩-٢٠١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق