في كل عام بمثل هذه الليالي تعمر المجالس بالذكر والدعاء والابتهال لله جل وعلا. فمن ليلة الحادي من رمضان تبدأ الختمات القرآنية وقراءة الأدعية في المساجد والمآتم والمجالس والبيوت.
ودائماً يتم التركيز على الإخلاص بعبادة الباري عز وجل، حيث لا تثمر العبادة بدون الانقطاع التام والإخلاص القلبي بأداء العبادات.
ويتم التركيز سنوياً على نقطة الاخلاص حيث تُؤخذ ليلة العاشر من المحرم كنبراس ودليل ثابت للانقطاع لله ويُذكر كيف كانت ليلة العاشر مليئة بالذكر والدعاء حيث كان لاصحاب الحسين عليه السلام واهل بيته دويٌ ك"دوي النحل".
لم اتخيل هذه العبارة ولم اعطها حقها ومكانتها حتى عشتها ليلة ١٦-٣ يوم هجوم قوات الاحتلال علينا بميدان الشهداء. تُركنا لوحدنا ليس معنا أحد تلك الليلة مفجوعين بعذابات سترة ومجازرها وشهادة احمد فرحان.
مروعين بآلام القرى المحاطة بقطعان المرتزقة التي ترتدي ملابس مدنية وهي مسلحة ومدربة لترويع الآمنين. كنا وحيدين في الميدان بالبرد والغبار والعواصف.
هتفنا لأكثر من نصف ساعة بعد صلاة العشائين "يا منتقم" حتى تشكلت حلقة من نور فوقنا صورها آلاف الشبان والشابات تخليداً لها .. دمعت عيوننا عندها ونحن نذكر كلمات أبا عبد الله "هون علي ما نزل بي انه بعين الله".
الهي اعذرني وسامحني ولكن ستدمع هذه السنة عيني ليس فقط خشية ورهبة وتذللاً لك ولكن ستدمع كذلك لعذاباتنا وجراحاتنا فتجاوز عني. كيف ساسمع دعاء الافتتاح ولا اذكر دوي النحل الذي شغل الدوار في ليلة عاشورائه. كيف سأقرأ الجوشن الصغير ولا يحوم بقلبي صوت المبدع علي حمادي الشجي الذي أبكانا وجعلنا نعيش الدعاء ونحيا أجواء عاشوراء رغم الجو العاصف المغبر الذي كادت تطير خيامنا بسببه.
سامحني يا ربي فدمعة خاشعة لك ودمعة دامية للقلوب المفجوعة فكم من رجل وإمرأة مرت بنا تلك الليلة قد عذبوا او اغتصبوا او حوكموا او فصلوا من اعمالهم او شردوا.
الهي تجاوز عني وارحمني انك انت التواب وسيبقى يرن في مسمعي صوت الحمادي بدعائه الشجي طوال الشهر الكريم "فَلَكَ الحَمْدُ يارَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ".
ليث البحرين
١-٨-٢٠١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق