ارجع يا علي...!



في ثورتنا المباركة، عرج لله ٤٣ شهيداً وثقت شهاداتهم لدى الجميع، منهم اجنبيان و٥ نساء، وكلهم أضاؤوا طريق الحرية للشعب للوصول لعزته وكرامته.

ولعل من بين الشهداء العظماء، رموزاً معينة تبعاً لطريقة الشهادة او تأثير شهادتهم على مجرى الاحداث. ويجمع الكل ان عبد الرضا بوحميد كان وما زال اسد الشهداء لشجاعته وبسالته ولهزمه ودحره الدبابات بصدره العاري.

من اعظم شهدائنا كذلك قاسمهم واكبرهم، فقاسم شهداء البحرين علي الشيخ الذي خط شهادته بعبارته المخلده "إن عطاء الدم ثمن الحرية" واستشهد في يوم العيد وهو يهتف "الشعب يريد اسقاط النظام". اما اكبر شهداء البحرين فهو احمد القطان الذي عزف بدمه لحن الشهادة والاراده في يوم الدفاع المقدس عن الحرائر المعتقلات بالسجون.

ولا انسى شهدائنا بالسجون الخليفية ومنهم فخراوي وصقر والعشيري والكرزكاني وعياد وكلهم استشهدوا بعد ان تمزقت اجسادهم الطاهره وعذبوا حتى الموت لثباتهم على الحق.

ولكن ليسمح لي الجميع، فللثورة فارسها وشهيدها الهمام الذي غير مسارها لتكن ثورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، انه الشهيد علي مؤمن، فهو سر من اسرار هذه الثورة التي بدونه وبدون عطائه تحديداً ما استمرت، فحياته وطريقة استشهاده كانا مفصل رئيسي بالحراك الشعبي حتى هذه اللحظة.

علي مؤمن لم يكن عادياً، وازعم ان به سراً الاهياً ستبينه الايام لما قدمه للثورة من جميل لا ينسى، فبعد ان احتل مرتزقة النظام ميدان الشهداء يوم الخميس الدامي، رجع غالبية من كان نائماً تلك الليلة هارباً ولاجئاً لبيته الا قلة قليلة كانت تعد بالمئات ذهبت بحميتها للسلمانية لتدافع عن الجرحى بأرواحها، فنبض نداء الواجب في قلب علي فتوجه للسلمانية ومنها للميدان لاسعاف الجرحى خصوصاً وسط تداول اخبار عن وقوع عشرات الاصابات بين النساء والاطفال الذين بقوا ملقين على ارض الميدان وتحت رحمة المرتزقة.

توجه علي وبرفقة اخوته البواسل والمسعفين الابطال للميدان متحدين الاجراءات القمعية ومترزقة حمد، وكما كانوا متوقعين تم قمعهم بوحشية، فقاوموا المرتزقة بدمهم ولحمهم.

جرح علي، اصيب لكنه لم يتراجع، بقى وحيداً بالشارع وبينه وبين المرتزقة امتار، ارتفع تكبيره في وجهمهم رغم اصابته، التي كانت متعمده فقد اقتنصوه لنشاطه في اسعاف الجرحى والمصابين وتنقله غير عابئاً بالمرتزقة بين المسعفين لحماية وانقاذ ما يمكن انقاذه.

حاصروا علي، انهالوا عليه ضرباً مبرحاً اوقعه ارضاً، لكن كل ما فعلوه لم يشفي غليلهم، فجاءه احد الحاقدين، مزق رجليه بالسكين، مزق اسفل بطنه وامعائه وحتى جزء من اعضاءه التناسلية، قطع شرايينه وما رحمه. لقد تم التمثيل بجسمه في وضح النهار في شارع عام قرب اشارات القفول، صراخاته جعلت الشباب يحاولون انقاذه ولكنهم ما استطاعوا له سبيلاً بسبب وحشية القمع.

بقى علي يعاني آلام جسمه وهو ينزف الدم القاني في الشارع العام لساعات، ما اراحوه بطلقة، ما اسعفوه، ما رحموه، تركوه عارياً ممداً نازفاً لا ناصر له إلا الله. بعد ساعات سمح لاحد الاسعافات باخذه وتم نقله للسلمانية في حالة ميؤوسة حتى استشهد بنفس المساء.

لم يبالي علي مؤمن بمستقبله وحياته، لم يبالي بمكانته الاجتماعية المرموقة بين اهله وقريته والمهندسين من اقرانه، ذهب للميدان للدفاع عن الحرائر وانقاذهم من براثن مرتزقة النظام، نخوة العباس هي من حركته للدفاع عن كل حرائر الوطن، اباء الحسين هو من جعله وحيداً بين من لا يخشون ربهم حتى مثلوا فيه شر تمثيل، صلابة الكرار هي من صيرته فارساً شهماً بطلاً لا يرى الموت الا سعاده والحياة مع الظالمين الا برما. وبشهادة علي وما خطه من كلمات "نفسي فداء وطني" اشعلت الغيرة بقلوبنا وبقلب بوحميد البطل الذي تقدم للشهاده عرفاناً له ولأقرانه من الشهداء.

كم نحتاجك يا علي، كم نحتاج نخوتك يا علي، لقد سحلت احدى نسائنا ولمست اماكن عفة اخرى بالمالكية ونحن لم نحرك ساكناً، لقد عذبت اكثر من ١٢٠ إمرأه وهن من خيرة النساء ونحن ليس لنا الا الإدانة والعجز العملي عن فعل شئ، لقد اعتقلت ٤٥ إمرأه منهن صغيرات السن في وضح النهار في المجمع التجاري الاكبر بالبحرين وتم بطحن على وجههن بالشارع وتعذيبهن بالسجن بكل انواع التعذيب ولم يكن منا إلا دموع العاجزين.

ارجع يا علي، فنخوتك ستحيينا كما احيتنا بعد احتلال الدوار يوم الخميس الدامي، ارجع فقلوبنا الحيرى تحتاج الى دليلٍ يهدي للحق، دليلٍ نقي يوصلها لبر الحقيقة ومنبع الحب والاخلاص الذي لا زوال له. ارجع يا علي، فرموزنا وعلماؤنا عذبت وعلقت ومنها من اغتصب ولم نغضب ونثأر لهم رغم جليل تضحياتهم.

ارجع يا علي، فنحن من امثالك محرومون، ارجع وعلمنا قليلاً من غيرة الحسن ونخوة العباس وشجاعة الحسين. فلك بالقلوب حرقة وبالعيون دمعة كلما نظرنا لعينيك الحالمتين وهي تقول صدقاً وتنطق عملاً ان نفسي فداء وطني وديني وعرضي وشرفي.

فسلام عليك يوم ولدت يا علي، ويوم استشهدت ومثل بجسمك وتركوك نازفاً فراشك الشارع ولحافك السماء، ويوم تبعث حياً سعيداً نقياً كما وجب لك ان تكون.

http://www.youtube.com/watch?v=0SDTEPefLA0&sns=em

http://s930.vuclip.com/59/e4/59e4b8129b750a2184e9881e98d0291a/ba124807/59e4_w_2.3gp?c=297584971&u=724124032&s=BMsRo4

http://bahrainrevolutionnews.com/bahrain21620/

ليث البحرين
١٣-١٠-٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق