احن .. الى خبز أمي


٢٣٠ عاماً وأكثر مرت على احتلال آل خليفة للبحرين، تجرعنا فيها الآهات والظلامات غصةً غصة، لم يراعوا فيها القيم والمبادئ فكانوا عصابةً حاكمةً بكل ما للكلمة من معنى.

لم يرحموا أجدادنا حين دخولهم عنوةً للبحرين، استباحوا كل الحرمات وابادوا بعض القرى او هجروا سكانها ونصبوا لهم ولإتباعهم اربعة مراكز للإحاطة بجزيرة البحرين ومحاصرة الشعب من كل الجهات، فكانت المحرق والبديع والزلاق وعسكر هي نقاط عسكرهم واتباعهم.

وكان بطشهم شديد من تعذيب للرجال وسبي للنساء والاطفال، حيث انهم اطلقوا لقب  "حلايل" على أهل البلد الاصليين ليحللوا جرائمهم وخصوصاً سبي النساء، لذلك اضطر الأهالي للتخلي عن حقوقهم وأراضيهم وأملاكهم حفاظاً على الأعراض والشرف، بينما اضطر الآلاف من معدومي الدخل من البحارنة للهجرة هرباً من جرائم آل خليفة لثلاث جهات رئيسية وهي الساحل الغربي للخليج (جنوب العراق والكويت والمنطقة الشرقية) والساحل الشرقي للخليج (الاهواز والمحمره وعبادان) وشرق افريقيا (تنزانيا ومدغشقر)، وما تواجد الجاليات ليومنا الحالي في كل هذه الدول ووجود المساجد والمآتم التي يعود تاريخ بعضها لأكثر من ٢٠٠ عاماً إلا دليلاً حقيقياً على ظليمة هذا الشعب الطيب الصبور.

أما جريمتهم ضد آبائنا بسبعينات القرن الماضي فهي لا تغتفر كذلك، لقد صوت الشعب بسنته وشيعته، بعجمه وعربه على استقلال البحرين وتثبيت حكم آل خليفة بشرط اعطاء الشعب فقط بعض الكرامة بمجلس منتخب جل اعضائه ويملك بعض الصلاحيات، ولكن حتى هذا الحق لم يحتملوه فاوقفوا العمل بالدستور العقدي وعذبوا وانتهكوا وقتلوا وشردوا شرفاء الشعب لا لذنب ولا جرم إلا إنهم يريدون كرامتهم وحريتهم.

ولكن ما فعلوه بنا منذ الرابع عشر من فبراير لهذه اللحظة شئ لا يمكن تخيله، لا يمكن تصوره أو تقبله من أي انسان عاقل، لقد جلبوا جيوش دول اخرى لقمع شعبهم الاعزل، نعم لقد هدموا مساجده واحرقوا كتاب ربهم المنزل، لقد اغتصبوا النساء وبعض العلماء والرموز كذلك، لقد احرقوا الشباب وضربوا وبطحوا الحرائر، تجردوا حتى من اصلولهم فكانوا مثالاً حياً لانحطاط الانظمة العربية وخصوصاً السعودية التي عرتها جرائمها بالبحرين.

طوال هذه الاعوام كان الجرح ينزف والدموع تذرف، دموع الايتام والارامل والثكالى، فكم من مشردٍ وكم من معذب، كم من شهيدٍ سقط تحت التعذيب او بالرصاص او بالسم او بالسيف او تحت حوافر خيولهم، كم من إمرأةٍ عفيفةٍ اغتصبت او تم التحرش بها، هذا هو ديدنهم الذي لن يزول إلا بزوالهم.

لله دركم يا نسائنا، كم صبرتن على الجراحات والبلايا، كم دمعة نزلت حارقة للجفون الذابلة والقلوب الرقيقة، فمنهن من احترق قلبها لولدها الذي يقضي زهرة شبابه بالطوامير ويخرج منها مرضا عضوياً او نفسياً من بشاعة التعذيب، ومنهن من تقاسي غربة ولدها او زوجها بسبب ابعاده او لجوئه السياسي هرباً من بطش من لا يخشى الله، ومنهن من تتقطع إرباً كل لحظة وهي ترى فراش ولدها خالٍ منه، فهو قد توسد الترائب في ريعان شبابه، وما صرخت ام الشهيد علي الشيخ يوم العيد بُعَيد استشهاده الا دليلاً على قلبها المحترق وهي تصرخ تكراراً ومراراً حتى يغمى عليها "جيبوا لي علي، اريد علي، بلبسه ثياب العيد ما لبسها".

ويبقى جرح أسيراتنا هو الجرح الذي نتهرب عن مسؤوليتنا فيه، تركناهن عجزاً في داخل السجون، ومنهن فضيلة التي لديها ابناء يسألون عنها مراراً، ومنهن ريما وهي أم لطفل ذو ثلاثة اعوام، ومنهن جليلة التي تقطع قلب أولادها لفراقها، ولسان حالهم يقول:
احن..
إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي

لكم الله يا أبناء الأسيرات، لكم ربٌ عطوفٌ رحيم سيفرجها عن امهاتكم تلبيةً لدعواتكم ودموعكم وأنين قلوبكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.

http://www.youtube.com/watch?v=S_uG0XaJLT8&feature=youtube_gdata_player

ليث البحرين
٢٥-١٠-٢٠١١

شباب بنغازي .. سهم الكرامة


منذ طفولتي، كنت اعتبر ليبيا دولة متخلفة، لا حضارة فيها، لا نور فيها، لا تقدم او علم بها لما أراه من تخلف القذافي والمعلوم عن اِحكام قبضته الحديدية على شعبه.

حتى جاء مغيب يوم ١٦-٢-٢٠١١، كنت متوجهاً لميدان الشهداء وجاء خبر عاجل ان شباب بنغازي سيخرجون في مسيرات للمطالبة بإصلاحات سياسية، نعم لم اصدق هل هذا واقع ام خيال. وللعلم فأنا لا اعرف من ليبيا حينها الا مدينتين هما بنغازي وطرابلس فقط حيث ان الاعلام لا يتحدث عن هذه الدولة المعزولة المنكوبة.

وليلتها خرج اقل من ٢٠٠ شاباً ليبياً ثائراً، كانوا مجانين حسب مقاييس عنف القذافي وعدم تجاوب الناس مع اي تغيير يحدث لوحشية مرتزقته. خرج الشباب وكانوا مودعين لأهلهم ويحملون الورود على خطى الثورات التونسية والمصرية.

وما حدث لهم لا يتحمله عقل، هم لم يقمعوا، لم يعتقلوا، لم يضربوا حتى بالرصاص الحي، فما كان هذا يقنع القذافي ومرتزقته، لقد استخدم جلاوزته مضادات الطائرات لقتلهم فقتل منهم العشرات الذين تمزقت اجسادهم ارباً ارباً بحيث تم تجميعها ودفنها معاً لعدم امكانية التعرف على اصحابها او اعادة تركيبها.

خرج المئات في تشييعهم تحت مراقبة مرتزقة اولاد القذافي القتله، ومن خرج بالتشييع لم يكونوا استشهاديين ولا مسلحين بل كانوا غاضبين وناقمين لفقد احبتهم، ولم يكد ينتهي التشييع حتى تكررت حالة القمع الوحشي بدون مبرر وقتل من ذوي الشهداء العشرات كذلك.

فحدث مالم يكن بالحسبان خلال ٤٨ ساعة من هذه الحادثة، حيث خرج المئات من الشباب والشابات بالشموع والورود ليلاً وكسروا حاجز الخوف ليهتفوا في وسط المدينه بهتاف اسقاط النظام، وما لبثوا ان قمعوا بوحشية اشد من ما مضى، وحينها هجم الشباب الغاضب الذي يرى موته سعادة وشرف في ظل هذا القمع الرهيب، هجموا بصدورهم العارية على الدبابات والمدرعات المليئة بالمرتزقة، هجموا بالمئات وبروح فدائية اسطورية على القتله وواجهوهم وسيطروا على بعض مدراعتهم والكثير من اسلحتهم ورشاشاتهم.

وما هي إلا أيام حتى حرر الثوار الشباب بنغازي بدمهم وكبريائهم بدون تبعية لحزب او تيار او قائد سياسي معين، حرروا مدينتهم بدمهم رغم علمهم انهم ومدينتهم سيدفعون ثمناً غالياً بسبب ثورتهم.

نعم، لقد فعلت بنغازي مالا يمكن تخيله ابداً، تحررت بيدها من قاتلها وقدمت آلاف الشهداء واضعافهم من الجرحى لاسقاط النظام ومنها انطلقت شرارة الثورة التي انتهت باعدام القذافي ومعه اغلب ابنائه ليدفع غالياً ثمن جرائمه.

لم ينفع القذافي سجونه الرهيبة التي تكشفت بعد تحرير ليبيا من نظامه عن عشرات آلاف الاسرى الذين قضى بعضهم اكثر من ٣٠ سنة بالسجن مغيباً مفقوداً عن اهله، لم ينفع القذافي قتله للسيد موسى الصدر والقاء جثته بالبحر واخفاء امره، لم ينفعه مال قارون الذي كدسه لدنياه الفانية ومات بدون ان يستطعمه، لم ينفعه ابداً لقب ملك ملوك افريقيا ولا تغيير اسم وعلم ليبيا ولا كتابه الاخضر، فذهب جرذاً تافهاً ذليلاً مسحوقاً لربه الذي لن يرحمه بعد كل ما اقترفت يداه طوال ٤٢ عاماً.

 نعم انها ليبيا عِبرةً للجميع، ويجب ان نستلهم منها درسٌ مفيد، ان الشباب الثائر بالبحرين كما بنغازي هو الذي يملك زمام المبادرة، وهو من يملك مفاتيح التغيير، فلا تعويل على حل سياسي من الجمعيات السياسية المقيدة بالانظمة الظالمة للنظام، ولا تعويل على الساسيين المخضرمين الذين يقرأون الواقع ولا يعيشون الثورة، ولا تعويل أبداً على الخارج فأمريكا هي الشيطان الأكبر الذي يدعم آل خليفة ولا يستطيع حمد ان يحرك ساكناً بدون رأيهم ومشورتهم.

ان تعويلنا بعد الله على شباب وحرائر الثورة الذين يواجهون الموت مع من ليس في قلوبهم رحمة، فشباب ثورتنا هم كنز مدخرٌ لنا للنصر والثبات وبدونهم تضيع التضحيات.

انحني لكم اجلالاً يا اشرف الناس، واقف لتعظيم بطولاتكم وتضحياتكم، بكم سننتصر وبكم سنصل لبر الأمان، فأنتم كما كان شباب بنغازي سهم الكرامة الاصيل الذي سيصيب النظام ويعطل عجلته ويحقق لنا النصر.
وكما قال امير المؤمنين (ع):
فالموت في حياتكم مقهورين
والحياة في موتكم قاهرين

ليث البحرين
٢٢-١٠-٢٠١١
قبيل فعالية سهام الكرامة

نسائنا ونسائكم


إنها من قدمها الرسول بمقامها في الأسرة على الرجل، وهي نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الآخر، هي الروعة في أرقى تجلياتها وصورها.

هي المرأة، هي الأم الحنون، هي الأخت المضحية، هي الزوجة المحبة، هي الابنة المخلصة، وهي المدرسة التي إذا أعدت إعداداً جيداً فإن أروع ثمارها يكون رقي مجتمعها وازدهاره.

ولنا في سالف التاريخ من النساء من كان لهن بصمات واضحة، فمنهن من كانت رمزاً للعفاف والقدوة الحسنة، ومنهن من كانت رمزاً للفساد الاخلاقي والقدوة السيئة.

فهذه الزهراء التي لقبها اعظم الخلق ب"أم أبيها" وهي الرمز الأسمى للمحبة وحسن الخلق، وهذه خديجة الكبرى التي بدون عظمة خلقها وتضحياتها الجسام بنفسها ومالها وما تملك لما قام للاسلام قائمة، ومثلهما رمز العفة مريم العذراء المقدسة، وآسية بنت مزاحم وهاجر وراحيل وغيرهن الكثير، ولا انسى هنا فخر النساء زينب الحوراء التي لقبت بكعبة الرزايا لشدة صبرها وثباتها.

وبالجهة الاخرى، فهناك زوجتي النبيين الكريمين نوح ولوط عليهما السلام، وكلتاهما كانتا خارج دائرة الايمان، وهناك التي اغوت قاتل ناقة صالح، وقطام التي اغوت ابن ملجم المرادي لقتل امير المؤمنين وغيرهن الكثير الكثير.

وحين نعكس الكفتين في وطننا الغالي وخصوصاً بعد قيام الثورة المباركة، نرى امثلةً واضحةً في كل جهة، فهناك من النساء من كانت مثلاً للتضحية وهناك من كانت رمزاً للنظام وناطقةً خرساء باسمه. واكتفي بثلاثة امثلة من كل طرف.

فمن نسائهم، نورة آل خليفة، التي يندى الجبين لما قعلته من تعذيب وتنكيل للحرائر. فهي ترى بحجابها عفة نحن لم نمس منها إلا تعذيب الدكتورات وملائكة الرحمة وخيرة نساء الوطن في غياهب السجون، وهو تعذيب لا يستطيع اللسان نطق واقعه لفداحة وشدة وطئته على النفس وخصوصاً اهالي واحباب الاسيرات.

ومن نسائهم، سميرة رجب التي ترى في طاغوت العصر "صدام حسين" رمز للعروبة والاسلام، وتكن من الحقد على اكثر من نصف الشعب مالا يمكن تصوره أبداً. فهي مبدعة التلفيق والكذب الذي لا حدود له لدرجة السذاجة، بحيث يخيل لك انك امام مشهد فيلم هندي او مسلسل مكسيكي لا بداية ولا نهاية له، ولعل واحدة من اجمل كذباتها المضحكة المبكية هي وجود اسلحة مدفونة تحت المساجد والمآتم، وقد حددت بالفعل بعض اسمائهم، ولكننا لا نعلم لماذا هي ما زالت مدفونة بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها النظام، ربما لفيلم حرب العوالم-٢ ان كان توم كروز حياً.

والثالثة منهن، هي الوزيرة فاطمة البلوشي، فهي المرأة الخارقة التي لا تكل ولا تمل، فمن وزارة واحدة، لوزارتين، وما خفي كان اعظم. استلمت وزارة الصحة في افظع الظروف لتدلس بما تريد وتفتري كما تحب، كذباتها لا نهاية له ورغم فضائحها فهي لا تخجل ان تكذب من جديد. ولعل من أشد جرائمها هي اخفائها لحقائق ما حدث بالسلمانية وما ارتكبه درع الجزيرة من جرائم ضد الانسانيه بحق المصابين والكادر الطبي على حدٍ سواء.

وفي المقابل، تقف الدكتوره رولا الصفار بشيب شعرها ووقارها معلماً خالداً ينحني له كل شعب البحرين، نعم فهي وزميلاتها من الممرضات والطبيبات قدمن ما يعجز اللسان عن وصفه، فمن غياهب السجون والتعذيب الذي لا يوصف، للمحاكمات الصورية، لتلفيق التهم اللا اخلاقية، ورغم ذلك صمدت واضربت عن الطعام حتى افرج عنها وما زالت مع الشعب وأماً للجميع رغم كل الجراحات.

ونجمتنا الأخرى، هي المربية الفاضلة جليلة السلمان، فهي من ربت الأجيال وكانت العقل الفاعل والعامل باخلاصٍ وجد في جمعية المعلمين، ورغم كل ما جرى عليها إلا أنها اضربت عن الطعام حتى كادت روحها تزهق لترغمهم على الافراج عنها قبل ان تختطف من منزلها مجدداً قبل ليلتين في الثالثة فجراً بعد كسر الباب من قوات المرتزقة بلا سببٍ يذكر.

ومسك الختام مع بطلة الثورة والتي قدمت أباها وزوجها ونفسها فداءً للوطن وجرحاه وأسراه وشهدائه، إنها المناضلة زينب عبد الهادي الخواجه، فلا توجد عائلة من عوائل الشهداء او الرموز او المصابين إلا وكانت هي من تبلسم جراحهم، تشارك في كل تقارير المصير وتكون لوحدها بالمقدمة وفي خط التماس، وفي يوم الهجوم على المرفأ المالي ١٣-٣-٢٠١١، كانت مرتديةً كفنها وزحفت فوق الجسر لتحريره مع الابطال. وكم من جريحٍ بإصابات خطيرة وحروق مختلفة كانت معه لتداوي جراحه، انها نحلة الثورة التي لا تنام ولا تهدأ وتقدم الوطن وهمه على نفسها وعائلتها، فهنيئاً للبحرين درتها.

هذه نسائنا وهذه نسائكم، فرقٌ شاسع بين من تربت لتبني المجتمع ومن تربت لتزرع الفتنة والارهاب والتعذيب، فأين الثريا من الثرى.

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلبٍ ينقلبون

ليث البحرين
١٩-١٠-٢٠١١

ارجع يا علي...!



في ثورتنا المباركة، عرج لله ٤٣ شهيداً وثقت شهاداتهم لدى الجميع، منهم اجنبيان و٥ نساء، وكلهم أضاؤوا طريق الحرية للشعب للوصول لعزته وكرامته.

ولعل من بين الشهداء العظماء، رموزاً معينة تبعاً لطريقة الشهادة او تأثير شهادتهم على مجرى الاحداث. ويجمع الكل ان عبد الرضا بوحميد كان وما زال اسد الشهداء لشجاعته وبسالته ولهزمه ودحره الدبابات بصدره العاري.

من اعظم شهدائنا كذلك قاسمهم واكبرهم، فقاسم شهداء البحرين علي الشيخ الذي خط شهادته بعبارته المخلده "إن عطاء الدم ثمن الحرية" واستشهد في يوم العيد وهو يهتف "الشعب يريد اسقاط النظام". اما اكبر شهداء البحرين فهو احمد القطان الذي عزف بدمه لحن الشهادة والاراده في يوم الدفاع المقدس عن الحرائر المعتقلات بالسجون.

ولا انسى شهدائنا بالسجون الخليفية ومنهم فخراوي وصقر والعشيري والكرزكاني وعياد وكلهم استشهدوا بعد ان تمزقت اجسادهم الطاهره وعذبوا حتى الموت لثباتهم على الحق.

ولكن ليسمح لي الجميع، فللثورة فارسها وشهيدها الهمام الذي غير مسارها لتكن ثورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، انه الشهيد علي مؤمن، فهو سر من اسرار هذه الثورة التي بدونه وبدون عطائه تحديداً ما استمرت، فحياته وطريقة استشهاده كانا مفصل رئيسي بالحراك الشعبي حتى هذه اللحظة.

علي مؤمن لم يكن عادياً، وازعم ان به سراً الاهياً ستبينه الايام لما قدمه للثورة من جميل لا ينسى، فبعد ان احتل مرتزقة النظام ميدان الشهداء يوم الخميس الدامي، رجع غالبية من كان نائماً تلك الليلة هارباً ولاجئاً لبيته الا قلة قليلة كانت تعد بالمئات ذهبت بحميتها للسلمانية لتدافع عن الجرحى بأرواحها، فنبض نداء الواجب في قلب علي فتوجه للسلمانية ومنها للميدان لاسعاف الجرحى خصوصاً وسط تداول اخبار عن وقوع عشرات الاصابات بين النساء والاطفال الذين بقوا ملقين على ارض الميدان وتحت رحمة المرتزقة.

توجه علي وبرفقة اخوته البواسل والمسعفين الابطال للميدان متحدين الاجراءات القمعية ومترزقة حمد، وكما كانوا متوقعين تم قمعهم بوحشية، فقاوموا المرتزقة بدمهم ولحمهم.

جرح علي، اصيب لكنه لم يتراجع، بقى وحيداً بالشارع وبينه وبين المرتزقة امتار، ارتفع تكبيره في وجهمهم رغم اصابته، التي كانت متعمده فقد اقتنصوه لنشاطه في اسعاف الجرحى والمصابين وتنقله غير عابئاً بالمرتزقة بين المسعفين لحماية وانقاذ ما يمكن انقاذه.

حاصروا علي، انهالوا عليه ضرباً مبرحاً اوقعه ارضاً، لكن كل ما فعلوه لم يشفي غليلهم، فجاءه احد الحاقدين، مزق رجليه بالسكين، مزق اسفل بطنه وامعائه وحتى جزء من اعضاءه التناسلية، قطع شرايينه وما رحمه. لقد تم التمثيل بجسمه في وضح النهار في شارع عام قرب اشارات القفول، صراخاته جعلت الشباب يحاولون انقاذه ولكنهم ما استطاعوا له سبيلاً بسبب وحشية القمع.

بقى علي يعاني آلام جسمه وهو ينزف الدم القاني في الشارع العام لساعات، ما اراحوه بطلقة، ما اسعفوه، ما رحموه، تركوه عارياً ممداً نازفاً لا ناصر له إلا الله. بعد ساعات سمح لاحد الاسعافات باخذه وتم نقله للسلمانية في حالة ميؤوسة حتى استشهد بنفس المساء.

لم يبالي علي مؤمن بمستقبله وحياته، لم يبالي بمكانته الاجتماعية المرموقة بين اهله وقريته والمهندسين من اقرانه، ذهب للميدان للدفاع عن الحرائر وانقاذهم من براثن مرتزقة النظام، نخوة العباس هي من حركته للدفاع عن كل حرائر الوطن، اباء الحسين هو من جعله وحيداً بين من لا يخشون ربهم حتى مثلوا فيه شر تمثيل، صلابة الكرار هي من صيرته فارساً شهماً بطلاً لا يرى الموت الا سعاده والحياة مع الظالمين الا برما. وبشهادة علي وما خطه من كلمات "نفسي فداء وطني" اشعلت الغيرة بقلوبنا وبقلب بوحميد البطل الذي تقدم للشهاده عرفاناً له ولأقرانه من الشهداء.

كم نحتاجك يا علي، كم نحتاج نخوتك يا علي، لقد سحلت احدى نسائنا ولمست اماكن عفة اخرى بالمالكية ونحن لم نحرك ساكناً، لقد عذبت اكثر من ١٢٠ إمرأه وهن من خيرة النساء ونحن ليس لنا الا الإدانة والعجز العملي عن فعل شئ، لقد اعتقلت ٤٥ إمرأه منهن صغيرات السن في وضح النهار في المجمع التجاري الاكبر بالبحرين وتم بطحن على وجههن بالشارع وتعذيبهن بالسجن بكل انواع التعذيب ولم يكن منا إلا دموع العاجزين.

ارجع يا علي، فنخوتك ستحيينا كما احيتنا بعد احتلال الدوار يوم الخميس الدامي، ارجع فقلوبنا الحيرى تحتاج الى دليلٍ يهدي للحق، دليلٍ نقي يوصلها لبر الحقيقة ومنبع الحب والاخلاص الذي لا زوال له. ارجع يا علي، فرموزنا وعلماؤنا عذبت وعلقت ومنها من اغتصب ولم نغضب ونثأر لهم رغم جليل تضحياتهم.

ارجع يا علي، فنحن من امثالك محرومون، ارجع وعلمنا قليلاً من غيرة الحسن ونخوة العباس وشجاعة الحسين. فلك بالقلوب حرقة وبالعيون دمعة كلما نظرنا لعينيك الحالمتين وهي تقول صدقاً وتنطق عملاً ان نفسي فداء وطني وديني وعرضي وشرفي.

فسلام عليك يوم ولدت يا علي، ويوم استشهدت ومثل بجسمك وتركوك نازفاً فراشك الشارع ولحافك السماء، ويوم تبعث حياً سعيداً نقياً كما وجب لك ان تكون.

http://www.youtube.com/watch?v=0SDTEPefLA0&sns=em

http://s930.vuclip.com/59/e4/59e4b8129b750a2184e9881e98d0291a/ba124807/59e4_w_2.3gp?c=297584971&u=724124032&s=BMsRo4

http://bahrainrevolutionnews.com/bahrain21620/

ليث البحرين
١٣-١٠-٢٠١١

غاندي .. والأربعة عشر نجماً



نتغنى، نطرب، نفتخر بإنسانيتنا حين نذكر المهاتما غاندي، فلديه من الحضور بالقلوب الشئ الكبير. فرغم ضعف جسمه وزهد ملبسه واقتصاده بأكله وشربه، استطاع ان يعطي للهند ما لم يحققه احد بتاريخها.

بلد كالهند، كانت تعتبر درة تاج العرش البريطاني وجزأ لا يتجزأ من الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، استطاع غاندي ورفاقه خلال مشوار حافل من المقاومة المدنية من حيازة الاستقلال، رغم مرارة انفصال بنغلاديش وباكستان عنها.

غاندي الذي نقل الهند نقلة نوعية وحارب الطبقية بدينه الهندوسي، غاندي الذي وحد الهند التي تحوي اكثر من ٢٠٠ اقلية واكثر من  ٢٠ ديانة لتكون الاكثر تنوعاً عرقياً واثنياً بالعالم، ورغم ذلك توحدوا تحت قيادته واستمعوا له، وهو القائل تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوماً لأنتصر.

ولكن، رغم عظمة غاندي، رغم حكمته، رغم عذاباته وسجنه وما قدمه للانسانية، فلقد خدمه ظرفه وطبيعة عدوه، فعدوه احترمه واحترم مكانته وحتى في سجنه اعطاه حجمه وميزه، فعدو غاندي المحتل الانجليزي لم يعذبه، لم يعلقه، لم يكويه بالكهرباء ولم يغتصبه.

لقد كان عدو غاندي ارحم واكثر شهامة ومروؤة من عدونا، فلدينا علماء ورموز بالسجون لم يبقوا شيئاً لم يفعلوه بهم وبذويهم، ورغم كل ذلك تمسكوا بسلميتهم ومطالبهم العادلة.

فهذا الأستاذ حسن المشيمع البطل، يعذب ويكوى بالنار ويضرب ويهان وهو مصاب بالسرطان، ويزج بابنه محمد لأكثر من سنة في غياهب السجون والآخر من ولده مبعد للخارج بعيد عن حضن والدته ووطنه.

وهذا الأستاذ عبد الوهاب حسين المخلص، يضرب ويهان ويبقى بالانفرادي حتى تورم جسمه، وحين اعتقاله تم ضربه وتعنيفه وسحله للسيارة العسكرية.

وذاك آية الله عبد الجليل المقداد رمز الجهاد، عروه وعلقوه ثلاثة ايام وتحت تعذيب متواصل وتم تهديده بعرضه وشرفه، وبعد كل ذلك رفض حتى ان يعتذر للملك وعائلته.

وذلك الشيخ محمد حبيب المقداد امير شباب البحرين، يعرى امام عائلته ويعذبه معجزة العصر، يكويه بالنار ويخرق جسمه بالثاقب الكهربائي، يعلقه ويدميه مراراً وتكراراً، ويحكم عليه بأكثر من ٨٠ عاماً بالسجن وما زالت عليه الكثير من القضايا الملفقة.

وهنا الدكتور عبد الجليل السنكيس، راعي صمودنا، الذي سحل من غرفة نومه لسيارة اعتقاله، علق من رجليه المعاقتين وهدد بابنته وعذب ابنه أمامه وهدد بشرفه وبعد كل هذا رفض ان يعتذر لحمد.

وهناك ضمير الشعب الأستاذ عبد الهادي الخواجة، الذي يضرب هو وزوجي ابنتيه حتى ادمائه، ويعذب ويهدد بالاغتصاب او الاعتذار للملك فيرفض ان يعتذر ويهشم فكه بإرادته حفاظاً على شرفه وعفته.

وذاك شريف الثورة الاستاذ ابراهيم شريف، الذي يعذب بعنف حقداً وغيظاً لمواقفه الوطنية لدرجة ادخاله الانعاش مرتين من وحشية التعذيب.

وهناك سعيد النوري، والحر الصميخ، ومحمد جواد برويز، وميرزا المحروس، ومحمد علي رضي، وصلاح الخواجة، وعبد الهادي المخوضر.

من هؤلاء الأربعة عشر رمزاً من ثبت اغتصابه وتوثيقه لدى لجنة بسيوني، ومنهم من كسروا حوضه، ومنهم من علقوه، ومنهم من اصابته امراضاً مزمنة بسبب اعتقالاتهم المتكررة منذ ثمانينات  القرن الماضي حتى اليوم.

عذراً غاندي فأنت لم تلاقي شيئاً يذكر من كل ما جرى عليهم وهم ما زالوا اهل سلم وحكمة، عذراً فانت اضربت عن الطعام وبكت لك القلوب والعيون ولكن رموزنا رغم كل ما جرى عليهم اضربوا مرتين وهذه الثالثة، يضربون لليوم ١٣ عشر ولا من ناصر لهم ولا معين الا خالقهم الذي يراهم بعطفه ورحمته.

عذراً غاندي، كنت اراك مثلاً يحتذى ولكن لدي اليوم اربعة عشر ملاكاً قدموا وضحوا لعشرات السنين ولاقوا صنوف التعذيب هم واهليهم وما زالوا صامدون، بل ومن أجل حرائرنا عن الطعام في غياهب سجون الظالمين يضربون.

هم القيادة، هم الاشراق، هم الاخلاص، هم المحبة، وبهم تتجلى الوحدة الوطنية، فمنهم الشيعي والسني، ومنهم عالم الدين والعلماني الاقتصادي، وحدتهم عذاباتهم ليصيغوا لنا فجراً جديداً يدرس للعالم.

فهنيئاً لك يا وطني، فللهند بحجمها غاندي، أما انت يا بحرين فلك شموساً، علمونا الصمود، نعم .. انهم اربعة عشر نجماً مضيئاً.

ليث البحرين
٦-١٠-٢٠١١
قبيل طوفان المنامة-٢ بأربع ساعات

ملخص جريمة المحرقة - الجمعة


عصر الجمعة وحين قيامنا بالتظاهر بكل سلمية مطالبين بحقوقنا المسلوبة، هجم علينا المرتزقة بأسلحة النار الانشطارية "الشوزن" الممنوعة دولياً بالإضافة للرصاص المطاطي ومسيلات الدموع المنتهية الصلاحية والقنابل الصوتية والضوئية في وسط القرية بالقرب من مسجد الجوادين.

فلجأنا حينها للمنازل المفتوحة لنا لإنقاذنا من بطش مرتزقة النظام ومجنسيه من مختلف الدول الذين أتى بهم للبحرين من سوريا والاردن واليمن وباكستان والعراق لقمع اي تحرك شعبي مطالب بالعدالة الاجتماعية.

حين لجأنا بقي اثنان من الشباب بالخارج وبعد نداءاتنا المتكرره دخلوا للمنزل معنا وكان عددنا ١٥ شاباً قدمنا من مختلق مناطق البحرين. بقي عند الباب من الداخل بعد قفله احد الشباب يراقب الوضع حيث ان الباب يبين ظلال الاشخاص من الجهتين، كلمته شخصياً ان يبتعد فرفض وكان واثقاً ان المرتزقة لن تقتحم المنزل فنحن لم نقاومهم ولم نفعل شئ يستوجب ذلك. دخلت لبهو المنزل المفتوح حيث كانت به باحة بها جلسة مكشوفة الفضاء، فضيفونا بالماء وكذلك والحليب لتغطية وجهنا وحمايته من مسيلات الدموع.

لم تمر اقل من دقيقة حتى سمعت صراخ الشاب الذي كان واقفاً عند الباب وهو يقول: هربوا .. اقتحمونا.

حدثت دربكة وتحرك سريع من قبلنا لحماية انفسنا من بطش الظالمين، فقام ٧ من الشباب بقفز سور المنزل بإتجاه المنازل الاخرى. الشاب الذي كان يصرخ "اهربوا" دخل الى داخل المنزل.

وبقينا ثمانية شباب ركضنا بسرعة بإتجاه الباب الخلفي للمنزل وكنت آخرهم، وكان الباب الخارجي له ممران ضيقان اختار ٣ شبان الممر الأيمن أما نحن الخمسة الآخرين فاخترنا الباب الأيسر عفوياً.

وقبل وصولي للباب تم ركلي من رجل الامن بركبتي من الخلف فسقطت على الارض وحين  هممت بالقيام رفسني مرةً ثانيةً على ظهري فدخلت باتجاه اليسار من قوة الركلة، حينها صعقت بالمنظر، انهم ٤ شباب عالقين في غرفة غاز بها اسطوانتين خاصتين بالمنزل وليس هناك مخرجاً من الغرفة الصغيرة جداً التي لا تتجاوز مترينxمترين.

رفعت يدي مستسلماً فلا مفر من الاعتقال، وقام الشباب بالصراخ على الشرطي "وقف .. وقف لا تطلق احنا بغرفة غاز". كان صراخاً عالياً جداً.

لم اكن اعلم ما ينوي عمله الشرطي ولا ما كان يفعله فقد كان ظهري له ويدي مرفوعتان، لكني رأيت الشباب بدؤوا بالهتاف "الله اكبر" والتدافع على بعضهم البعض لعلهم يخرجون من حيث لا منفذ، لم أكد ألتفت لأعرف السبب حتى تم رفسي مجدداً بأعلى ظهري بكل عنف  فسقطت على الأرض تزامناً مع رمي مرتزق آخر لإحدى قنينتي الغاز في الغرفة على الارض بعد فتح صمام امانها، انتابتني حالة من الذهول لم افق منها إلا على القاء المرتزقة للهب القنابل الضوئية والصوتية باتجاه الغاز فاشتعلت يد احد الاخوة الاربعة الذين امامي وانعكس اللهب منه الى وجهي.

احترقت يد الاخ الذي امامي ومن حرارة ولهب الحرق استطاع ان يهرب بثواني من فتحة التهوية ويده تحترق، بينما كنت لا استطيع الحراك بسبب وضع احد المرتزقة سلاحهم فوقي، حتى انفجرت القنابل الصوتية وبسبب تفاعلها مع الغاز المندفع بقوة اصبحت النار تسعر بداخل الغرفة فأحرقت رجلي احد الاخوة الذي من شدت اندفاعه وضغطه على الاخوين الآخرين استطاع كسر حاجز من الجبس يفصل بين غرفة الغاز ومرآب السيارة الذي كان به ثلاث دراجات نارية غالية الثمن.

وحين استعرت النار احرقت رجلي الأخ فانعكست لوجهي بسبب الغاز المندفع، عندها حاميت عن وجهي ورأسي بيدي فاحترقت يدي وكفي وخصوصا يدي اليمنى وشعر رأسي فما تمالكت نفسي وووقفت مسرعاً متجهاً للشرطي الذي احرقنا ولم يكن مرتزقاً بل بحرينياً.

الذي استغربت منه انه انزل سلاحهه ورجع مرتعباً للخارج ببطئ، لم افكر حينها لماذا تراجع هو والمرتزق الذي رمى القنابل الصوتية،
وللهرب من المسلخ البشري الذي كنت به خرجت وهما يتراجعان، فبصرت اكثر من ١٠ مرتزقة في باحة المنزل التي كنا بها وكلهم يرمقوني بنظرات غريبه ولكنهم لم يقتربوا مني ولم افهم السبب كذلك، حينها عاد لي وعيي وذهبت للباب الآخر الذي ذهب منه شابان بالجهة اليمنى وواصلت الهروله حتى وصلت لمنزل كان مقفل الابواب إلا باب مرآب السيارة الذي اغلقته وبقيت بالداخل، وبدأ حينها ألم الحرق يسعر ورأيت جلد يدي جزأ منه متطاير وجزأ متورم مع احمرار شديد ورغبة متزايده بالحكة.

بقيت احوم حول باب المنزل ولا استطيع الصراخ فالمرتزقة احتلت المكان والباب الرئيسي للبيت الذي لجأت اليه بمفردي كان مغلقاً وبقيت انتظر قدوم المرتزقة خلفي وتشتت فكري بين الم ومرارة حروقي وبين ترقب الذي سيحدث.

وكان في مرآب السيارة مغسله صغيرة غسلت يدي حينها ونزل منها سائل اسود فتطلعت لباب المنزل الذي به مرايا عاكسه واذا بي ابصرت وجهي مسود اللون وشعري محترق والسبب القنابل التي القوها وانفجرت بداخل غرفة الغاز، وشكلي المحترق بوجهي الاسود بالكامل من آثار رماد الانفجارات للقنابل كان سبب نجاتي وسبب عدم ملاحقتهم لي فقد توقعوا اني قد احترقت وذهل المرتزقة من ما صنعوه بنا فلم يطاردوني ولم يضربوني حين خرجت لهم من غرفة الغاز "المسلخ البشري".

بهذه الاثناء كنت اخرج انيناً من احشائي المحترقة استمعت له احدى الاخوات التي فتحت باب المنزل المغلق وقامت بجلب ما تستطيع لتخفيف آثار الاحتراق هي واولادها وعائلتها فقاموا بانقاذي أنا وصاحب اليد المحترقة. اما من احترقت رجلاه وباقي جسمه فقد خرج مع باقي الشباب من مرآب الدراجات النارية كما بين في التصوير الذي تم نشره. وسبب الدخان الاسود هو احتراق الثلاث دراجات بداخل المرآب مما ساعد بنشر الحريق بسرعة فائقة.

وفي الختام هناك ثلاث نقاط يجب اخذها بالاعتبار:
١- كانت جريمة القتل متعمده وخصوصاً ان ضابط فرقة الشغب الامنية كان سوري اللهجة وكان يصرخ بالشرطي الذي احرقنا "إإتلهم .. اذبحهم". فلذلك تم منع الشباب من الخروج وارادوا قتلهم وهذا ما بينه الفيديو وكذلك احرقنا في غرفة لا منفذ آخر لها، فلولا لطف الله لاحترق الشباب الثلاثة الذين بقوا بداخل الغرفة ولكن انهبار حاجز الجبس جعل لهم مخرجاً ليلتحقوا ببعض الشباب الذين هربوا للمرآب ابتداءً وخرجوا من بابه.

٢- كان تعمد الشرطة هو تفجير اسطوانة الغاز  ولكن شاء الله حمايتنا ومنع كارثة محققة حين تدخلت احدى البطلات ورمت بالماء على اسطوانة الغاز وخاطرت بإغلاقه فمنعت حدوث كارثة كانت ستؤدي لقتل ما لا يقل عن ٣٠ بحرينياً غالبيتهم من النساء والأطفال المحتمين بالطابق الثاني في نفس المنزل لو انفجرت الاسطوانتين.

٣- تم منغ الشباب من اطفاء النار لاكثر من ساعة بسبب قمع المرتزقة المتواصل للشباب والاهالي التي هرعت لمنع انتشار الحريق ولكن المرتزقة منعت ذلك عمداً لعل كارثةً تحل بالاهالي.

هذا ما حدث يومها لنا وكانت نتائجه احتراق ثلاثة شباب انا احدهم ومن بيننا من احترقت رجلاه ويداه ويحتاج علاج خاص ولكنه لم يذهب للمستشفى خوف الاعتقال، بالاضافة لأكثر من ثلاث محلات تجارية وشقة وصالون داخلي للنساء وثلاث دراجات نارية غالية الثمن وتقدر الخسائر المالية بأكثر من ٢٥,٠٠٠ دينار بحريني.

ارجو نشر ما حدث ملحقاً بالفيديوات والصور لكل وكالات الأنباء لفضح هذا النظام وجرائم مرتزقته

منصورين والناصر الله
The original Arabic version of the crime is narrated by 
Summary of the crime of the Holocaust - Friday, "09/23/2011"
Friday afternoon, while we were peacefully demonstrating, demanding our usurped rights, mercenaries attacked us with weapons of fire-off "shotgun" which are internationally forbidden in addition to rubber bullets, expired teargas and stun and light grenades in the middle of the village near by Al Jawadain mosque.
So we approached one of the open houses to save ourselves from the oppression of the regime and naturalized mercenaries from various countries who were brought from Syria, Jordan, Yemen, Pakistan and Iraq to suppress any public movement's demands for social justice.
When we entered the house, two young people were outside, and after our repeated appeals they entered the house with us and we were 15 youths from different areas of Bahrain. One young man remained at the door locked from the inside monitoring the situation where the door shows the shadows of people on both sides. I personally advised him to step back but he refused and was confident that the mercenaries would not storm the house because we did not resist them, we did not do anything that requires this. We entered the house's lobby where there was an open space area for sitting, the house owners gave us water and milk to cover our face to protect it from teargas.
In less than a minute I heard the screams of the young man who was
standing at the door, saying, run, run ..they stormed in.
We were in panic so we quickly start moving to protect ourselves from the tyranny of the oppressors, so 7 of us jumped over the fence toward the other houses.
The young man who was shouting "Run, Run" entered into the house.
The remaining eight men ran quickly toward the back door of the house and I was the last one of them, and the door has two narrow corridors, so three young men chose the right lane while the other five including me spontaneously chose the left door .
Before I reached to the door, I was kicked from the security man on my knees from behind and I fell on the ground and while I was trying to stand, he kicked me again on my back. The kick was so strong that I was pushed toward the left side where I was shocked from the view, they're 4 young people trapped in the gas chamber near two canisters and there is no way out of the small room which is no more than two meters X two
meters.
I raised my hand in surrender of the inevitable arrest, and the men were screaming "stop .. stop. Don't shoot, we are in a gas chamber." The screaming was very loud.
I did not know the intentions of the policeman or what he was doing at that time as I was giving him my back, my hands and arms were raised, but I saw young men who began shouting "Allah Akbar" and scrambling on each other to break out of where no way out, I barely turned my head till another kick with extreme violence hit me on the top of my back. I fell on the ground again in the same time while the mercenaries throw one of the two gas cylinders on the floor after opening the safety lock. I was in a state of shock and has not prospect till the mercenaries throw the stun and light grenades toward the gas, one man's arm was set on fire . He was facing me and the flame was reflected to my face.
The one who was facing me burned his hand and from the heat of the flame he has found his way out from the vent in a matter of seconds but his hands burned , while I could not move because one of the mercenaries pointing his gun at me. At that time, the sound bombs exploded because of their interaction with the impelled gas and soon the room was set on fire burning my legs. One of youths drove by the power of his rushing and the pressure on the other two guys managed to break the barrier of gypsum separates the gas chamber and a garage, where stood three expensive motorcycles.
When the fire raged burned the guy's feet in front of me and the flame was reflected toward my face because of the impulsive gas, so I tried to protect my head and face with my hands so my hands were burned, especially my right hand and my hair and I could not resist heading to the policeman, who was a Bahraini, not a mercenary.
Which surprised me that he was frightened and put his gun down and slowly stepped back to the outside, I did not think at that time why he and the mercenary who was with him that throw the stun grenade stepped back. And escaped from the human slaughterhouse where I saw more than 10 mercenaries in the lobby of the house , all were strangely staring at me but they did not come close to me. I did not understand why as well, then, back to my consciousness I went to the other door where the other two men ran and continued jogging until I reached a locked house but the door of garage was not locked so I locked myself their and stayed inside, and then began the burning pains and I saw part of my hand's skin volatilized and the other part swollen with redness and severe growing desire for itching.
I was roaming around the house's door and I could not scream because the mercenaries occupied the place and the main door of the house I used it as a shelter was closed so I waited for the arrival of mercenaries behind
me and my mind was dispersed between the pain and bitterness of my burns and the anticipation of what is going to happen.
There was in the garage a small sink where I washed my hands and a black liquid came out of my hands I looked at the house's door where there was a mirror and I saw my face blackish color and my hair burning because of the bombs that they threw inside the gas chamber, and the burning of my face and fully turning to black from the effects of ash explosions of the bombs was the reason I survived. The reason for me not
to be prosecuted that they expected that I had burned and the mercenaries were astonished by what they made to us. They did not prosecute and beat me when I escaped the gas chamber "human slaughterhouse."
Meanwhile, I was groaning from the pain of the burns. A woman heard and opened the closed door of the house and had to bring in what it can to mitigate the effects of combustion. She and her family and children saved me along with the young man who has the burned hand. For the one whom his feet were burned the rest of his body was burns came out with the rest of the young people from the garage as you can see in the video which was published. The reason for black smoke is the burning of the three motorcycles inside the garage, which helped spreading the fire very quickly.
Finally, there are 3 important points should be taken in consideration. Which are as follow:
It was an intentional crime as the officer ordered the policeman to burn us and he said it (in a Syrian accent) "KILL THEM .. KILL THEM". So, they prevented us from getting outside as shown in the (video) and we were burnt in a room with no other outlet but thanks to god for saving us, specially the 3 guys who remained inside the room as they had the opportunity to escape after the collapse of the gypsum barrier, which accessed them to the garage then through the door of the garage.
The police riots deliberated to blow up or ignite the gas cylinder but again thanks to god for saving us from this impending disaster, where a female hero threw water on the gas cylinder & risked her life to turn it off to prevent a disaster might cause the death of at least 30 Bahraini citizens and most of them are children and women were sheltering in the second floor of the same house if those 2 cylinder gas were explode. The youths outside the house were prevented from extinguishing the fire by the police riots for more than an hour while other police riots continued to suppress the civilians in the village.
That what happened that day (Friday Sep 23rd, 2011) and it caused the burning of 3 youths including me. One of us ended up with burns in his hands and feet and he needs special treatment but he didn’t go to the hospital because the fear of being arrested. Moreover, this fire caused financial losses estimated at BD 25,000 (More than 3 shops, an apartment, an internal Saloon and 3 expensive Motor Bikes).
The videos of The crime
1- http://www.youtube.com/watch?[a]v=aFbCNwk6QJA&skipcontrinter=1
2- http://www.youtube.com/watch?v=SllWAwVw9T8
The pictures
1-
https://twitter.com/#!/Laith_Albahrain/media/slideshow?url=http://yfrog.com/mez7hzmj
2-
https://twitter.com/#!/Laith_Albahrain/media/slideshow[b]?url=http://yfrog.com/mm6fkkcj
3-
https://twitter.com/#!/Laith_Albahrain/media/slideshow?url=http://yfrog.com/o0kl7bapj
4-
http://bahrainmirror.com/uploaded/essaysimages/small/lvl220110923034717.gif
5-
http://bahrainmirror.com/uploaded/13167911223.gif

ليث البحرين
 ٢٣-٩-٢٠١١

آلام .. من يوم احتلال الميدان


صلاة فجر ١٦-٣ يوم احتلال الدوار كنت هناك
كنت مريضاً جداً لدرجة اني لم استطع النوم في خيمتي. بقيت اعاني من المرض بداخل الخيمة حتى قرب وقت الاذان حينها علمت انه وجب التحضر للصلاة.

ذهبت مشياً للمسجد الذي بقرية النعيم بالقرب من مركز شرطتها مع اخوتي واصدقائي وبالكاد كنت احرك قدمي. وصلت لهناك وتوضأت وتهيأت للصلاة وصليت بداخل المسجد.

عندما خرجت من المسجد سمعت النداء الذي فطر قلبي "نداء نداء الرجاء الاخلاء الفوري لجميع النساء"، سألت احد القادمين للصلاة ما الذي يحدث، قال لي ان الجيش السعودي ودرع الجزيرة وصل لوراء السيتي سنتر ويتحضر للهجوم.

لم تكد الشمس تشرق حتى ملأت الباصات وتم اخلاء الدوار من النساء الا بعض المسعفات الفدائيات، بقينا هناك وقد مر علينا قبلها بيوم مجزرة ستره وذهلنا من صورة احمد فرحان التي ما فارقتني تلك الليلة.

في لحظات قدمت ٦ طائرات عمودية حربية وكانت منخفضة جداً لدرجة رؤية طياريها، كل هذا الرعب والارهاب تزامن مع قطع خطوط الهاتف والانترنت، فتحضرنا للمذبحة حينها بقلوب صابرة.

ودعت اخواني واصحابي ورفاقي وداع ميت لن يعود، ودعتهم وكنا نبتسم ونكتم الالم الذي ذرفته دموعنا والقلوب، وبهذه اللحظات العصيبه جاءنا الشيخ الجدحفصي المبجل ومرر فوق رؤوسنا القرآن الكريم فكان كل حدث بعين الله.

مرت دقائق لم نكن نسمع بها الا فرع طبول الدفاع المقدس من الشباب كنا نتلفت يميناً وشمالاً علنا نرى من ينصرنا، قالها اخي بصوتٍ عال: ألا من ناصرٍ ينصرنا، تذكرنا وحدة الحسين، عطش الحسين، غربة الحسين،
فهانت علينا مصائبنا ووحدتنا.

لم تمض ١٠ دقائق ومع طلوع الشمس وقعت الجريمة وهجم المرتزقة، وكان الجيش من خلفهم هو الجيش السعودي بأعلامه وعتاده، صمدنا لما يقارب ال ٣٠ دقيقة في الميدان حتى كاد ان يغمى علي فاسعفني اخي واخذني لسيارته المتوقفه عند اسواق المنتزه.

اثناء دخول سيارت اخي راينا احد الشباب متشنج الاطراف من غاز الاعصاب اركبه اخي واوصلني لسيارتي في طريقه، بسبب قطع الاتصالات لم اعلم بمصير اخي الاكبر ولا اولاد العمومة ولا من كان معي بخيمتي
بقيت مشتت الافكار.

قررت اخذ المصابين بسيارتي وايصالهم للسلمانيه فذهبت لداخل الدوار، كنت ارى الشغب وهم يطلقون النار على الشباب بعيني، ركب معي اثنان احدهما مختنق والاخر مصاب بسلاح الشوزن وينزف دماً وطرت بسيارتي باتجاه السلمانيه.

لم يألمني احتلال الدوار، لم يفجعني القمع الوحشي، ولكن ماكسر قلبي هو ما سمعته عند اشارات القفول، لقد احتلت السلمانية.

اي حثالة هي التي تحكمنا تلك وهي التي تحتل المستشفيات، واللهِ لم اصدق كلام الشباب وخصوصاً عندي مصاب ينزف دماً، ذهبت للسلمانية وانا احدث نفسي انها مجرد اشاعات فآل خليفة ليسوا بهذه الدنائة
حتى صعقت بالحقيقة المرة.

رأيت مئات المرتزقة واقفة بالقرب من جامع الصادق وبيدها الاسلحة، رأيتهم وهم يضربون مسعفاً بكل وحشية امامي. اوقفت سيارتي في منتصف اشارات الحواج، لا استطيع فعل شئ ابداً، لدي مصابان - عائلتي مشتته - ومسعفٌ يعذب امامي.

نبهني طرق احد الشباب على نافذة سيارتي وهو يقول: خوك تحرك تبغيهم يدبحونك، ناقصين احنا !!

اقترح الاخ ان اوصلهم لمستشفى البلاد القديم فذهبت له وبالطريق اوقفني الشباب واخبروني انه تم احتلاله وجدحفص كذلك، عندها طلب الاخوان مني انزال الجريحين في منطقة البلاد لجلب طبيب لهم حيث ان الجيش قطع كل الطرق المحيطة بالمنطقة، تم انزال المصابين في احد المنازل ريثما يتم علاجهما وتحركت قاصداً بيت اختي لكي تقر عينها برؤيتي وتهدأ هواجسها.

وصلت لبيتها بعد مروري بنقطة تفتيش للجيش السعودي وما حصلته من اهانات هناك يندى لها الجبين، فتح زوج اختي الباب مذعوراً
لكن انهمرت عيناه بالدموع واحتضنني حين رآني وسألني عن باقي اهلي فاخبرته بقطع الاتصالات، ولما دخلت البيت هرولت نحوي اختي وحضنتني وهي تصرخ بحرقةٍ والم: يا زينب ... كررتها حتى بح صوتها من الشجن.

هذا فيض من غيض ونقطة في بحر العذابات التي عاشها شعبي منذ دخول درع الجزيرة للبحرين احببت ان اشارككم اياه. هذا بعض ما تذكرته الان وانا ذاهبٌ لتحرير الميدان.

اللهم تقبل منا وثبتنا وانصرنا على القوم الظالمين
ليث البحرين
 ٢٣-٩-٢٠١١

وبلغ المرسلون!


أنا من أنا، أنا من أكون، ما هي هويتي وماذا أصبو إليه؟ أسئلةٌ تدور في خاطري لابد أن يأتيني من يجيبني ويشفي غليلي.

جائني الرد مزمجراً، هز وجداني وكياني، انه الرد الذي لا شك فيه ولا غبار عليه، جائني من قلبٍ مجروح ملئ بالألم، فإليكم حيثياته وعباراته بلا تحوير او تغيير.

أنا من أنا، أنا الذي خرجت ببضع مئات فقط في البحرين بتاريخ ١٤-٢ ولم تكن لي الطاقة لأواصل فذبلت مني زهرة قبل أوانها، خرجت صباح اليوم التالي غاضباً لأشيعها، فخطفت وردة ثانية زادتني حنقاً فثارت ثائرتي غضباً للدم وذهبت لدوار اللؤلؤة تعبيراً عن طموحي ووجعي وكرامتي.

أنا من أنا، أنا من أُعطيت الوعود جيلاً بعد جيل من نفس العائلة الحاكمة، وشاءت الاقدار انهم لم يفو بوعدٍ واحدٍ مطلقاً، ولكني بقيت ساذجاً طيباً وصدقتهم من جديد، فنمت في الدوار مطمئناً واذا بهم يغدرون من جديد، مجزرة يندى لها جبين الانسانية باربعة شهداء وعشرات المفقودين ارتكبها القتلة بالثالثة صباحاً.

فغضبت وزاد حزني وألمي وتعمقت جروحي ورجعت للدوار مخالفاً مقولة الجمعيات والزعامات واصبحت انا قائد نفسي بنفسي فذهب للميدان بدون تخطيطٍ مسبق فذبحوا ارجل رجالات شعبي وهو من قهر الدبابات بصدره العاري فوقع بدمه رسالة عودتي لميدان التضحية والفداء.

انا من انا، انا من بقيت شهراً اصرخ واطالب بكل حكمة وصبر وسلمية فجُوبهت بالقمع والتنكيل وهدم ميدان شهدائي، انا من ادخل حاكم بلده جيوش الظالمين ليثبت حكمه ويقتل شعبه، انا من هدمت مساجده وحرقت مصاحف ربه، انا من لم يسلم علماء دينه من التعذيب والتنكيل والاغتصاب، انا من لم يبقَ من حرامته شئ لم ينتهك وحق لم يغتصب.

انا شعب البحرين بشبابه وشيوخه واطفاله، برجاله ونسائه، انا الثائر الذي تجاوز تقليدية قياداته وهزم الجيوش بصبره وثباته، انا المقاوم الذي ما حاد ولن يحيد لحظةً عن حقه.

وأنا الذي قررت تحرير ميدان الشهداء يوم الجمعة ٢٣-٩-٢٠١١ ولو كلفني ذلك عمري، سأسير للعلا بدمي ولحمي وكفني، منتصب القامة امشي، لا ابالي ما دمت مع الحق، وترفرف حولي ارواح شهدائي ال٤١ الذين ما ضحوا الا لإسقاط هذا النظام ولكي احكم نفسي بيدي وعقلي.

فتقبل مني يا ربي قليل عملي، تقبل مني هرولتي وركضي وعرقي وجهدي في تقارير مصيري، تقبل دموعي ودمي الذي نزفته وسأنزفه في ميدان الشهداء، تقبل مني ذلك كله يا رب.

سأمضي في ركاب العاشقين، وبحب المضحين الصادقين، سأزحف للميدان لعلي أحظى بإحدى الحسنيين، وقد أودع دار الفناء بلا عرس ولا شعبٍ يزفني ويلحدني، قد أبقى طريح الارض اياماً وليالي، لذلك يا ربي سأمضي وأنا انعى نفسي فاغفر لي يا ربي وتقبل مني:
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
علي ولي الله
فاطمة الزهراء صفوة الله
الحسن والحسين سبطي رسول الله
الأئمة المعصومين أولياء الله
هذا ما وعد الله ورسوله
وصدق الله ورسوله
"وبلغ المرسلون"

ليث البحرين
٢١-٩-٢٠١١

ضحايانا .. سامحونا على التقصير


شهداؤنا، رموزنا، نساؤنا، اطفالنا، شبابنا، شيوخنا، مساجدنا، مقدساتنا سامحونا على التقصير.

يا رفاة الأمير الشيخ محمد البربغي، ويا روحه الطاهرة، سامحينا على التقصير، فنحن لم نكن نعلم ان ضريحه قد تم تدميره، لم نكن نعلم ان له مسجداً تاريخياً مقدساً، بل لم نعلم ان له قبراً أساساً، صمتنا صمت القبور يوم هدمه، وتذكرناه وباقي المساجد المهدمة بعد اكثر من ٣ شهور لنظهر بصورة البطولة بعد أن أزيلت معالمه من الوجود، فسامحنا ايها البربغي المقدس واعذرنا على جهلنا والضعف الكبير.

رموزنا الكرام، يا من تعذبتم لأجلنا، ومنكم آية الله المقداد وأخيه الشيخ المجاهد المقداد والأستاذين الحكيمين والخواجتين الحقوقيين والشريف والمحفوظ، اعذرونا على التقصير، نحن نسمع وننقل عذاباتكم وبعد برهة ننساكم لننشغل عنكم بملذات الحياة، فلربما لو ارسلوا لكم رسالة تهديدٍ لكنا تحركنا لأجلكم اكثر من ذلك ولنصرناكم، ولكننا نسيناكم وتجاهلناكم وتركناكم انتم وجميع المعتقلين عرضةً للإغتصاب والتحرشات الجنسية والتعذيب، لم ننصركم عملاً ولن نفعل، فاعذرونا على التقصير.

جرحانا البواسل، يا وقود الثورة، ويا شهداءنا الاحياء، اعذرونا فنحن ما علمنا بعذاباتكم، لم نعلم ان اكثر من ٣٠ شخصاً فقدوا احدى او كلتا عينيهما، لم نعلم ان الكثير فقد قدرته على المشي او الكتابة او فقد احدى حواسه او اكثر بسبب سلاح المرتزقة أو عذابات السجون، سامحونا على التقصير في حقكم فأنتم بالنسبة لنا رقمٌ مجهول.

حرائرنا ونور ثورتنا، يا من عذبتن واغتصبتن وتجرعتن العذابات في قعر السجون، سامحننا فنحن لكن منكرون، بل نحن ندعوكن ان تقرن في بيوتكن فإنتن عورة لا أكثر وما قمتن به اجتهاد خاطئ، ونحن لم نعلم انه تم اغتصابكن ولا تعذيبكن علم اليقين، فسامحونا على جهلنا المستنير.

شهداؤنا العظام، يا اشرف الناس، نحن لم ولن  نبيع دماؤكم ولن نتنازل عن الحقوق، فنحن نعلن التحدي وذلك بقبول حمد بن عيسى ملكاً لنا وهو الذي جلب الجيوش الاجنبية للبحرين وسبب عذابات شعبها، ونحن ثابتون مجاهدون بقبولنا لسارق البر والبحر والهواء سلمان الامين ولياً للعهد، نحن لن نتراجع ولن نركع إلا لله بمملكة دستورية يملكها حمد، هادم مساجد الله وحارق مصحفه ومنتهك حرماته، نحن نعلن الوفاء لدماؤكم، وسامحونا على تقصيرنا وخذلاننا فنحن لا نعلم انكم قدمتم دماؤكم لاسقاط النظام وتقرير المصير، انما دماؤكم حجة لنا بالمحافل الدولية لنصل لمكسب جديد في صراع طويل مع النظام، فسامحونا ان لم نفهمكم وحدث منا اي تقصير.

نعتذر لله ولكم يا ضحايانا ولعل ما قدمتوه لا يضيع أجره عند رب كريم، يحاسبنا على مثقال ذرة من العمل الصائب والمسئ، فما قدمتموه كان بعين الله ولن يضيع، فاعذرونا على ضعفنا وسامحونا على التقصير.

ليث البحرين
من عاصمة الثورة - قبيل تشييع شهيدنا الاربعون
١٥-٩-٢٠١١

نجومنا المتلئلئة


دائماً ما نترنم في مجالسنا بذكر آل رسول الله وخيرة صحابته كمثل ونبراس لنا في الحياة. نستلهم منهم العبر والعظة والصبر في مهمات ومشاق ومصاعب حياتنا الخاصة والعامة.

ولا يخفى على أحد ذكر اصحاب الحسين الذين ناصروا الحق قولاً وعملاً لما رأوه ولم يتهانوا رغم قلة الناصر وتناقص العدد ووحشة الطريق ولكنهم كانوا الكثرة بصلابة ايمانهم ووضوح رؤيتهم لأمور دينهم ودنياهم.

كنا وما زلنا وسنبقى نترنم بالحسين واصحابه انصار الحق الاوفياء للمبادئ والقيادة.

وشاء الله ان يعطينا من انصار الحق نماذج حية نتخذها نبارساً للحياة، ومن اصدق هذه النماذج اطبائنا ابطال الثورة ونورها الذي لن يموت.

فما سمعته من اصرار وثبات للدكتور باسم ضيف وهو يصرخ عالياً "ضحينا لأجلكم وخرجنا من السجن بسبب ثباتكم وسنبقى منكم ولكم" هو الدليل الاكبر على عظمة هذه الشخصيات.

والله لقد ابكاني غسان ضيف وهو ينوح فرحاً بشعبه الذي كرمه ورفعه فوق الاعناق. ابكاني باسم ضيف وهو يرمي بنفسه نحو قدم ابيه ليقبلها، يا باسم انا من يجب أن يقبل قدمك لا أنت من ينحني، يا غسان انا من يجب ان يذوب فداء لك، فواللهِ حفرت اسماء اطبائنا وملائكة الرحمة في قلوبنا وختمت محبتهم في فؤادنا ولو عملنا ليلاً نهاراً لن نرد لكم الجميل ما حيينا.

ويبقى هناك انصار حق حفروا اسمائهم مع اطبائنا، هم رموزنا ومعتقلونا وجرحانا ومهجرونا وكل من قدم لهذا الشعب من ماله وولده ودمه ووقته.

وتبقى بالاخير ثلاث شمعات لن تنطفئ أبداً أبداً، انهم فرسان الميدان، عبد القادر درويش ومحمد الحايكي، والاسد محمد جعفر.

واللهِ لا يوجد كلام او تعبير ممكن ان يصف رجولتكم ورسوخ عقيدتكم، فهذا محمد جعفر يهرول اليوم بميدان الشهداء ويسجد لله شكراً ويعتقل بعدها وهو مطمئن القلب وصلب الايمان ورافع راية وطنه حبيبه الى عنان السماء.

بوركت يا شعبي بنجومك المتلئلئة التي اضاءت درب الحرية بالجراحات والتضحيات ولتطمئن يا قلبي ان شعباً يملك هذه القامات لابد ان ينتصر ولو بعد حين.

http://www.youtube.com/watch?v=xogs2004gbE&feature=youtube_gdata_player

ليث البحرين
٧-٩-٢٠١١

الجرح الأعظم


إن جراحات شعبنا الأبي قبل ثورة ١٤ فبراير لا حدود لها، فقد سكنت في كل حناياه، وتراها حفرة آثارها وآلامها بجميع مفاصل الحياة.

وبسبب الثورة وطفرة الوعي الشعبي وتطور وسائل الاتصال برزت هذه الجراحات بل وتعمقت بعد دخول درع الجزيرة لتتسطر كلمات وجمل وقصص طويلة من العذابات للشعب البحراني المنكوب.

ومن أكبر هذه الجراحات هي محاربة طائفة بأكملها تشكل غالبية الشعب في عقيدتها وقوتها بل وفي أساس وجودها، فترى النظام يهدم مساجدها ويمنع شعائرها ويفصل خيرة أبنائها من أعمالهم ودراستهم.

وجرح غائر آخر هو جرح الأسيرات وما تعرضن له من تعرية جسديه كاملة وتحرش جنسي بل واغتصاب في بعض الحالات التي وثقت لدى الحقوقيين واللجان الدولية كل ما جرى عليها في سجون النظام الجائر.

أما ما تعرض له علماء الدين ورموز الثورة والوطن بالسجن فهو جرحٌ لا يمكن غفرانه، فمن الرموز من حفروا رجله بآلات الثقب، ومنهم من اغتصبوه، ومنهم من علقوه لأيامٍ طوال عارياً تماماً، ومنهم من عروه وتحرشوا به، على الرغم من أن بعض الرموز لهم مكانة دينية وعلمية ووطنية وحوزوية كبيرة جداً كآية الله عبد الجليل المقداد.

ولكن الجرح الأعظم هو جرح الطواقم الطبية وما تعرض له الأطباء والممرضين من تنكيل لا يعرف له التاريخ الحديث مثيلاً إلا بالكيان الغاصب كمقارنة من بعض الجهات.

لقد تعذب الأطباء والممرضون جسدياً ونفسياً وتمت أهانتهم بكل ما لدى المعذبين من قوة من خلال توقيفهم لأيامٍ طوال "كالدكتور باسم ضيف الذي بقي واقفاً لأسبوعين متواصلين" أو السجن الانفرادي لفترة طويلة وفي ظروف صحية صعبة جداً "كالدكتور علي العكري" أو تعذيبهم بالضرب المبرح على الرأس "كالدكتور السماهيجي" او بالتعليق والكوي بالكهرباء. وهناك من الأساليب التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن الكثير.

كل ما سبق هو غيض من فيض ونقطة في بحر حالك السواد من عذابات الطواقم الطبية. فلا ننسى ما تعرضوا له عند اعتقالهم وما تعرضوا له كذلك في اماكن عملهم من اهانات ما أنزل الله بها من سلطان.

ورغم إنهم قدموا ما قدموه كواجب انساني وشهد لهم القاصي والداني إنهم لم يفرقوا في علاج ضحاياهم بين شيعي أو سني، بين شرطي أو مدني، بين جانٍ وضحية.

ولكن حل عليهم غضب حمد ونظامه المنحط بسبب مواقفهم النبيلة وفضحهم لجرائم مرتزقة النظام خصوصاً يوم الخميس الدامي وما فعلوه بصبرٍ وصمود في وجه وزير الصحة السابق سئ الذكر وفي وجه النظام ككل دفاعاً عن كرامة الانسان وحياته.

أطبائنا وممرضينا، طواقمنا الطبية الباسلة، كلمة أوجهها لكم من قلبٍ يعشق التراب الذي تمشون عليه، لولاكم لما عرفت الحق ولا انضممت للثورة، فأنا كنت خائفاً وجلاً حتى تشربت موقفكم التاريخي وحضرت لمستشفى السلمانية عصر الخميس الدامي لأتبرع بالدم ورأيت انسانيتكم رأي العين.

أنتم قطب الرحى بهذه الثورة، وعمود خيمتها وركن انسانيتها، بكم صمدنا ومنكم ثبتنا، برولا الصفار وغسان ضيف وأقرانهم كسرنا حواجز الخوف وقهرنا الرعب.

فلا كلمات بالوجود يمكنها وصف ما قدمتومه للانسانية من دروس وعطاء بلا حدود، انتم بعين الله وقلب الشعب وانتم ضميره الحي، فتيقنوا أنا لن نترككم ولن نتخلى عنكم.

نعاهدكم بالمضي قدماً بسلميتنا التي أنتم رمز عنفوانها، ببسلاتنا التي أنتم جوهر كينونيتها، بصبرنا الذي كنتم وما زلتم المثل الأعلى به، نعاهدكم ان نواصل الكفاح حتى يقرر الشعب مصيره بيده، وسنزحف في ميادين المقاومة حاملين أرواحنا على أكفنا فداءً للوطن ووفاءً لكم يا أشرف الناس.

فسلامٌ عليكم من رب رحيم، يراكم بعينه الكريمة ويشملكم بعطفه اللا متناهي فيفرجها عنكم بعزته وجلاله وحينها سنزحف لكم زحفاً عرفاناً بجميلكم الذي لا يمكن لأحد انكاره أو رد بعضٍ منه.

دمتم للبحرين وأهلها تاج الشرف ورمز الكرامة، وأودعناكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

ليث البحرين
٤-٩-٢٠١١

عيدٌ سعيدٌ لكم يا عبيد


عيدٌ سعيد لكم يا عبيد حمد وطبالته، عيد سعيد لكم ملئ بدموع المظلومين وآهات المعذبين وحرمان المفصولين وأوجاع الأرامل ومظلومية اليتامى والمساكين.

عيد سعيد لكم نقش بالدم فوق قلوب أخوانكم بالدين وشركاؤكم بالوطن لقتل صبي يافع طالب بتقرير مصيره واعدم بطلقة مباشرة برقبته.

عيد سعيد لكم بإغلاق المجمعات الرئيسية واغلاق السينمات في ليالي العيد واستنشاقكم لمتبقي مسيلات الدموع.

عيد سعيد لكم بإبقاء أسيرتين بالسجن بدون ذنب ومعهم مئات الاطباء والمحامين والحقوقين والرموز وعلماء الدين.

عيد سعيد لكم لونه أحمر بدماء ٣٩ شهيد، وأبيض بآلاف المعتقلين والمشردين والمهجرين والمفصولين من أعمالهم ودراستهم.

عيد سعيد لكم بهدم أكثر من ٣٥ مسجداً
والتعدي على شعائر اخوانكم بالوطن والدين.

عيدٌ سعيد لكم وتقبل الله طاعاتكم يا عبيد حمد، فما قدمتموه انتم ونظامكم الذي تقدسوه من جرائم لا ريب قد قربكم من الله.

فهنيئاً لكم هذا العيد
وعساكم من عواده .. بلا حمد وأولاده

ليث البحرين
٢-٩-٢٠١١

عيد الدموع


أي عيدٍ هو هذا العيد وأي فرحةٍ مسروقة من قلوبنا المحترقة غضباً هي هذه الفرحة.

فقد إبتدأ الركب الجهادي في الليلة الثانية من رمضان بمسيرات شبابية قمعت بمسيلات الدموع. وكانت بني جمره في ليلة الجمعة الأولى من رمضان فكانت النقلة النوعية في مقاومة النظام الفاسد واعتصامات تقرير المصير فقد تزتزلت البحرين واهتزت بغضب الشباب الهادر.

وكانت ليلة الجمعة اللاحقة في سنابس الصمود وتحقق بها الكثير من اغلاق شوارع عامة واربع مجمعات وضياع وتشتت لقوى القمع الخليفية.

أما ليلة الجمعة الثالثة في رمضان فكانت ابداع لا يوصف في كرانه حيث سيطر شباب الثورة على ميدان الاعتصام لأكثر من ساعتين بإرادة حديدية لا توصف.

وكان القاسم المشترك بين كل اعتصامات تقرير المصير هو الافراط بالقمع خصوصاً بغازات الاعصاب ومسيلات الدموع.

وجاءت الليالي الايمانية ابتداءً من وفاة أمير المؤمنين مروراً بليلة القدر المقدسة حيث شكونا بقلوبٍ مؤمنة ودموعٍ صادقة لله ورسوله ووصي نبيه ظلاماتنا وعذابات شعبنا المؤمن.

ثم جاء الانتصار المدوي للشعب في اعتصام تقرير المصير في قرية الدير بيوم القدس العالمي حيث سيطر الشباب على ميدان الاعتصام وتم القاء البيان التاريخي لإئتلاف الثورة.

ولكن كل ما حدث في رمضان لا يقارن بليلة العيد، فقد استخدمت كل وسائل القمع الممكنه ومنها الرصاص الحي ضد المعتصمين في كل البحرين عموماً والديه والسنابس وكرباباد خصوصاً. لقد أغمي على الكثير من الشباب وسجلت عشرات حالات الاختناق الشديد بسبب القنابل الدخانية السوداء التي استخدمت بكثرة، ورغم ذلك فقد سيطر الشباب على القرى الثلاث تماماً ولم يقفوا عند هذا الحد بل توجهوا بجرأة كبيرة للشوراع العامة التي اغلقت من مرتزقة النظام لمنع الشعب من الوصول لدوار اللؤلؤة.

بكينا وأدمعت عيوننا كثيراً طيلة الشهر الفضيل وحتى ليلة العيد بسبب قمعهم، بسبب طغيانهم، بسبب تجبرهم، فكان رمضاناً للجهاد والصبر والدموع.

ولكن كل ما بكيناه وكل الدموع المذروفة لا تقارن بما حدث صباح يوم العيد، فلم نكد نفرح ولو جزئياً ولو ظاهرياً بالعيد حتى توجه سهم ثلاثي الشعب مسموم بحقد قلوب متحجرة لقلوبنا الصابرة المجروحة ليحطمها ويفتتها ألماً وحزناً.

أي دين هو هذا الدين وأي عقيدة فاسدة تبرر قتل طفل أعزل لا يحمل إلا راية وطنه وايمانه بحقوقه المغتصبة، ابحكم الله يحكمون وهو لا يرضا بالظلم لعباده ام بشريعة الغاب يسودون ام بحكم الجاهلية ينتصرون.

لقد أقرح مصاب علي الشيخ جفوننا وحق علينا زفته لجنته لمقعد صدقٍ عندك مليك حق مقتدر، وإن كان هذا عيداً للدموع فهو كذلك عيداً للشرف والكرامة التي ما عشناها يوماً إلا بميدان الشهداء واحتفالات تقرير المصير.

فهنيئاً لك يا شعبي صبرك وجهادك وقرابينك، والنصر لن يتحقق إلا بالثبات والصبر والصمود. وهنيئاً لك يا وطني عيد الدموع، عيداً وطنيا خالصاً لا يعيشه إلا المخلصون كعلي الشيخ وأقرانه من أسياد النزال وساحات الجهاد.

ليث البحرين
غرة شوال
٣١-٨-٢٠١١

أحلام يقظة بائسة



٢٣٠ عاماً مرت وأكثر على الإحتلال الخليفي للبحرين وما زال البعض متأملاً خيراً بهم بأنهم سيتنازلون ليحكم الشعب نفسه بنفسه بلا وصاية منهم، وهذا ليس إلا حلم يقظة بائس لا أساس له من الصحة اطلاقاً.

فكم سلسلة الجرائم الهائلة منذ دخول هذه العائلة الفاسدة للبحرين لا يمكن دفنه أو نسيانه أو جعله نسياً منسياً، فيكفينا ما فعله أجدادهم بأجدادنا من ترويعٍ وقتلٍ وسلبٍ للأراضي والحقوق واغتصاب للحرمات مما أدى للهجره الجماعية من البحرين نحو أطراف الخليج تارة، ولجنوب شرق آسيا والساحل الأفريقي تارةً أخرى.

وبسبب الإرهاب والقمع الرهيب انفجر الشعب في أكثر من مرة عبر هذا التاريخ المديد ضد حكمهم ومن اشهر انتفاضاته معركته مع الدواسر في عالي التي انتهت بطردهم من البحرين على يد المعتمد البريطاني.

ثم توالت الثورات منذ عام ١٩١٢ حتى الزمن الحالي مروراً بهيئة الاتحاد الوطني سنة ١٩٥٦ وبعدها اتتفاضة الستينات وحركة السبعينات وثورة الثمانينات وصولاً لانتفاضة الكرامة التي انطلقت في ديسمبر ١٩٩٤ وانتهت بتوقيع ميثاق العمل الوطني سنة ٢٠٠١.

ورغم توقيع العهود والمواثيق لإنهاء الانتفاضات والثورات المتعاقبة بتحقيق ما يصبو إليه الشعب إلا أن قادة آل خليفة لم يلتزموا مطلقاً بأي اتفاق يوقعونه وليس ببعيد ما فعله ملكهم الحالي حمد من قسمه على القرآن وتوقيعه على وثيقة السيدين الغريفيين التي تم وضع نسخاً لها في الصحف الحكومية ورغم ذلك لم يفي بوعوده.

ولذلك، وبعد سرد هذه الأحداث التاريخية،
لابد أن نتعظ وأن لا نتراجع خصوصاً انهم في موقف ضعف وتخبط واضحين، فلا قمعهم الرهيب افادهم ولا تهديم المساجد رفع شأنهم، فهم في شكٍ من أمرهم مريب.

وليس أمامهم إلا التنازل للبقاء حكاماً للبحرين، فلذلك يجب ويجب أن نركز على مطالبنا الرئيسية وأن تتحقق غير منقوصة وغير مرتهنة سواء بجمهورية أو ملكية دستورية او امبراطورية، فالمهم المضمون:
١- حكومة منتخبة كاملة الصلاحيات لا يتدخل الملك ومن في رتبته في صلاحياتها وتكوينها مطلقاً.
٢- مجلس وطني كامل الصلاحيات ذو تمثيل عادل للمكونات العرقية والدينية.
٣- جيش وطني يكون تحت قيادة رئيس الوزراء المنتخب وليس تابعاً للملك ولا غيره.
٤- قضاء مستقل استقلالاً تاماً عن باقي السلطات وليس هناك أحد ذو ذات سامية لا تتم مسائلته امام هذا القضاء العادل.

إن التنازل عن هذه المطالب الأربع العادلة بحجةٍ أو أخرى كدفع الضرر أو الظروف الإقليمية، يعتبر خيانة لله والوطن والتضحيات، خيانة للمساجد المهدمة والمصاحف المحرقة، خيانة لدماء الشهداء وعذابات الرجال والنساء، خيانة لأنين الجرحى ودموع الثكالى والأيتام.

لذللك نطالب الجميع بالتمسك بمطالبنا العادلة وعدم الانسياق خلف الوعود الكاذبة التي لن يلتزم بها خائن للوعود كحمد وعائلته. فكفانا أحلام يقظة بائسة لا نستزيد منها إلا ضياعاً.

ليث البحرين
٢٨-٨-٢٠١١

هل انتم اوفياء؟؟؟!!!


قلوبنا تغلي لرموزنا وعلماؤنا الذين تم تعذيبهم وتعليقهم وتعريتهم بالكامل
وعلى رأسهم الشيخ المفدى آية الله عبد الجليل المقداد

لقد تم تعليقه كالذبيحة لثلاثة ايام من رجليه وضربه وتهديده بالاغتصاب رغم الامراض التي غزت جسده ومنها اكثر من انزلاق غضروفي بظهره

ورغم الآلام والعذابات الرهيبه كان رده على معذبيه "والله لو دفنتموني حياً لن أعطي لكم بيدي إعطاء الذليل ولن اعتذر لملككم"

ولن ننسى الشيخ محمد حبيب المقداد الذي عروه بالكامل امام اسرته كما قال نبيل رجب وتعرض لابشع انواع التعذيب على يد ناصر بن حمد حتى وصل الامر لحفر رجليه "بالدريلات"

ومثلاً ثالثاً هو الاستاذ عبد الهادي الخواجة الذي تعرى امامه عملاقان يريدان اغتصابه او يعتذر للملك فهشم فكه حفاظا على نفسه

رموزنا قدمت الغالي والرخيص للشعب فتستحق الوفاء منكم

فهل انتم اوفياء للرموز؟؟

بجاه النبي وآله
يسقط حمد وآله

واشتعل الرأس شيبا


لاقيتها في العشرين من فبراير تنتظر منا مساعده في ترتيبات بعض الأمور بميدان الشهداء وخصوصاً الطبية. كانت تعاملنا كأبنائها بحنان صادق وقلب رحيم.

كانت كالنحله التي لا تهدأ من العمل الدؤوب، تتنقل بين الخيم لتتفقد الأحوال، وكذلك بين مستشفى الشهداء والميدان في نشاط دائم لضمان تقديم الخدمات الطبية بنفس المستوى بالمستشفى مهما حدث بالميدان.

إنها ملاك الثورة ورمز حرائرها البطلة المحرره رولا الصفار. لديها قلب رحيم وايمان ثابت بالقضية وحقوق الشعب، وقد سألتها احدى المرات ألا تخافين ان تعتقلين ان تم قمعنا فقالتها ضاحكة "حشرٌ مع الناس عيد".

ما قدمته رولا في الدوار لا يمكن وصفه فهي التي احتضنت الممرضات والأطباء بأحلك الظروف خصوصاً بعد الخميس الدامي ورتبت أعمالهم بالمستشفى وركزت على أن لا يحدث خلل يستغله ضعاف النفوس في ضرب الثورة.

لم تكن لتفرق بين شيعي أو سني وهي المولوده من أب شيعي وأم سنيه فضربت أروع الأمثله بالانسانيه والوحدة الوطنية الحقيقية.

أما صبرها رغم التعذيب الممنهج الرهيب الذي تعرضت له فحدث ولا حرج فهو اسطورة بحد ذاته لا يمكن المرور عليه من دون القول بملأ الفم إنها بطلة الثورة بلا منازع وبأنها رمز عنفوانها وسلميتها وانسانيتها. فرغم اشتعال رأسها شيباً والضعف البادي على جسدها النحيل ولكنها هي التي احتضنت محبيها بحنان دافق وأعطتهم القوة بدل أن تستمدها منهم.

فهنيئاً للبحرين مناضلات ببطولتك أنت والأستاذه الفاضلة جليلة السلمان.
هنيئاً للبحرين بطلتيها
هنيئاً للبحرين عينيها
فرولا عين ... وجليلة عين
وعاشت بكما البحرين.

ليث البحرين
٢٢-٨-٢٠١١

حب علي


ما عرف التاريخ قوماً تجرعوا عذابات إنتمائهم لعرقٍ معين أو مذهبٍ معين كرموز وأتباع مدرسة أهل البيت ألا وهم أحباب وشيعة علي.

فكم تجرع أبناء أمير المؤمنين من العذابات على يدي أعدائه ومبغضيه، فهذا الحسن تم سقيه السم الزعاف وبقى يلفظ كبده قطعة قطعة حتى اخضر لون جسمه طيلة٤٠ يوماً.  وهذا الحسين يذبح من الوتين ويفصل جسده عن رأسه ويرض جسمه بحوافر الخيول بغضاً لأبيه.

أي حقدٍ دفين لدى من بغضوك يا علي جعلهم يسمون الحسن لقتل كرمك وجودك ويذبحون الحسين لذبح شجاعتك وإبائك.

هم لم يكتفوا بذلك بل شردوا وذبحوا وقتلوا وسبوا كل من والاك وأحبك حتى عصرنا الحالي والعراق والبحرين مثلين حيين على ذلك.

فهذي العراق قتل بها مئات آلاف الشيعة على مدار اكثر من ٨ سنوات بسبب التكفيريين والبعثيين وما من باكٍ ولا باكية عليهم.

أما البحرين فلا توجد ذرة من المحرمات إلا فعلت ومن الحرمات إلا انتهكت وخصوصاً منذ انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير.

ماذا نشكو لك يا علي ونحن نلاقي العذابات فقط لحبنا لك؟
أنشكو هدم مساجد الله وحرق مصاحفه؟
أنشكو تعذيب النساء واغتصاب بعضهن واهانتهن في السجون؟
أم نشكو التعذيب الممنهج علينا ليلاً ونهاراً تعذيباً قاسياً لا رحمة فيه ولا خشية لله به؟
أم نشكو تكالب العالم وبعثه بالجيوش لقمع شعبٍ أعزل لا يملك ولا قطعة من السلاح؟
والقائمة تطول.

ولكنهم ما عرفوا قيمتك في قلوبنا يا حيدره، يا علي إن كل ذرة فينا تعشقك، فعذاباتنا في سبيل حبك وحب أبنائك احلى من العسل المصفى، فحبك الضمانة للدين والدنيا وفوزاً عظيما مؤزراً بالآخرة.

وهل يوجد اصدق من الحديث المتواتر في كتب جميع المذاهب الاسلامية حيث قال رسول الله"ص": حب علي إيمان وبغضه نفاق.

فلا والله لن يفلحوا أن يثنونا عن محبتك والاقتداء بنهجك، ولا يسعنا بالختام إلا أن نردد ما قاله الشيخ بشار العالي في قصيدته التاريخية "يا ليلة القدر الحزينة":
الحب ما زال بقلبي
ينمو بأغصانٍ أصيلة
يرويه بالأزمان دمي
كالماء إذ يسقي النجيلة

ليث البحرين
١٧-٨-٢٠١١

إيثار الحسن (ع)


إن للسبط الحسن صفات لا يمكن حصرها بمقال او خواطر او عناوين فرعيه. فهو سبط النبي الأكبر الذي قرت به عينه فاشتقت كلمة القرقاعون من كلمتي "قرة أعين" ليلة مولده بالنصف من رمضان لتكون إحدى أسعد المناسبات الاجتماعية في السنة الهجرية.

والحسن المجتبى اشتهر بكرمه فهو أكرم الكرماء وكيف لا وقد قاسم أمواله مع الله ثلاث مرات في حياته وقدم الغالي والنفيس للقيام بحال فقراء المسلمين ومحروميهم أيام حكم معاوية "كسرى العرب" الذي استنزف وسرق خيرات الأمه.

أما صبر الحسن وحلمه فهو مثلٌ يحتذى لا يمكن أبداً تجاوزه بدون الافتخار به واخذه نبارساً للحياة، فيكفي لصبره ذكر ما قاساه من مواليه قبل أعدائه حيث قال الكثير منهم له يا مذل المؤمنين ومع ذلك لم يقابلهم إلا بابتسامة الرحمة والحلم الجميل.

ويكفي دليلاً على روعة حلمه المثالي مشاركة مروان بن الحكم في رفع جنازته وهو من رمى نعشه بالسهام حتى تدمى وحين سأله الحسين: تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعّه الغيظ؟ فقال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال الرواسي.

أما إيثار الحسن فهو مالا مثيل له بالتاريخ،
فبعد أن تجرع السم الذي يضرب به المثل من شدة قوته حتى أخضر لون جسمه خلال أربعين يوماً، ولكنه كتم ألمه مراعاةً لأسرته وأخته الحوراء. لهف قلبي كم عانى ألماً رهيباً لم يظهره بل كان يلفظ كبده قطعةً قطعة وهو مبتسماً صابراً محتسباً.

وهل هناك أعظم من موقفه التاريخي وهو يرى الحسين يبكي عليه حسرةً فأطلق نداءه التاريخي "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله". فقد تجاوز ألم سمه الرهيب ليستشعر ألم أخيه الغريب وهو محاصر بلا ناصر في فيافي الغاضرية.

يا أبا محمد علمنا صبرك، علمنا حلمك، علمنا ايثارك وخذنا لدوحة كرمك وجودك يا كريم أهل البيت، فسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم استشهدت بالسم النقيع ويوم تبعث حيا.

ليث البحرين
١٥-٨-٢٠١١
بالنصف من شهر رمضان المبارك

ستة أشهر والأربعون عاماً


شاءت الأقدار أن يكون ١٤-٨-٢٠١١ يوماً تتقاطع به مناسبتان تمسان حاضر ومستقبل البحرين. فهذا اليوم يصادف مرور ٦ أشهر بالتمام منذ انطلاق ثورتنا المباركة وحدوث الكثير من الأمور الجسام والجرائم الرهيبه.

وبمثل هذا اليوم قبل أربعين عاماً تم تعيين خليفة بن سلمان آل خليفة رئيساً للوزراء ليدخل بذلك موسوعة غينيس العالمية من أوسع أبوابه ليكون صاحب الفترة الأطول بالتاريخ في منصب رئاسة الوزراء.

نعم إن للرجل انجازات كبيرة لا يمكن نكرانها، فهو عراب قانون أمن الدولة السئ الصيت بالحقبة السبعينية التي انتهكت فيها الحرمات وتم قمع التجربة الديموقراطية الوليدة الرائدة في منطقة الخليج من تعطيل  عمل المجلس النيابي المنتخب وإلغاء الأحزاب والنقابات العمالية وتصفية التيارين القومي واليساري مما أسفر عن عشرات الشهداء وآلاف المشردين في اصقاع العالم ومنهم الشاعر اليساري الشهيد سعيد العويناتي مثلاً.

وفي عقده الثاني بمنصبه قدم خليفة دروساً في قمع الشعب لحكام الخليج والمنطقة من تكريس لقانون أمن الدولة حيث يستطيع النظام بموجبه أن يعتقل المواطن البحريني بدون تهمه وعلى ذمة للتحقيق لمدة ثلاث سنوات قابله للتجديد. وشهدت تلك الفتره قمعاً رهيباً للتيار الاسلامي بشقيه الشيعي والسني مما أسفر عن وقوع الكثير من الشهداء باغتيالات او تحت التعذيب كالشهيد البطل جميل العلي الذي كسرت جمجمته واضلاعه في معتقلات النظام.

أما بالعقد الثالث فقد أبدع خليفة بصنوف العقاب الجماعي والارهاب مما أدى لانطلاق انتفاضة الكرامة شهر ديسمبر سنة ١٩٩٤ التي تعمدت بدمي الهانيين لتنطلق ثورة عارمة عرج بها ٤٢ شهيداً في ٧ سنوات وانتهت بقبول الميثاق كمخرج لجميع الازمات ولكن ما لبث ان انقلب النظام على عقبيه.

أما العقد الأخير الممتد من الميثاق للآن فقد شهد أفول لنجم خليفة الذي أبى ان يغيب إلا بترك آثار لا تمحى من ذاكرة الشعب فأبدع واتقن كل صنوف التعذيب والقتل واستخدام البلطجية في قمع ثورة ١٤ فبراير لنشهد عروج ٣٨ شهيداً مقروناً بآلاف الجرحى والمعتقلين وكذلك توقيف آلاف العمال بل وفصل أكثر من ٢٥٠٠ موظفاً من عملهم والمئات من الطلبه من مدارسهم وجامعاتهم.

ولم يكتفِ خليفة بذلك بل قد أقدم في سنته الأربعين على ارتكاب أبشع جريمة في تاريخ البحرين ألا وهي شق اللحمة بين الطائفتين الكريمتين والاستعانة بقوات من خارج البلد لتساند مرتزقته في عملياته القمعية الوحشية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء لتصل لهدم مساجد الله وحرق مصحفه الشريف.

وبرغم ما قاساه الشعب من هذا الشخص ونظامه في الشهور السته الأخيرة إلا إن خليفة لم يعاني أبداً كما تجرع كؤوس المر والعلقم بسبب ثورة ١٤ فبراير. فهي تأكيد صادق لا غبار عليه على فشله وفضح كل جرائمه التي نجح كثيراً في تغطيتها وحصل على جوائز وشهادات عالمية لا يستحقها جراء ذلك.

فلذلك لو وضعت اربعون عامه في كفه والستة الأشهر الأخيرة في كفة لرجحت الكفة الثانية فبها سقطت اقنعته كلها وبات عارياً تماماً بالدنيا قبل الآخرة حيث سيلاقي جزاء اعماله ولو كانت بمثقال ذره.

وصدق من قال أن الباري عز وجل قد أنزل هذه الآية في سورة البقرة وكأنها تصف شخصية خليفة تماماً "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا ويسفك الدماء".

موعدك يا خليفة يوم المحشر حيث لا ينفع مالٌ ولا بنون ولا رئاسة وزراء عمرت بها ٤٠ عاماً وهناك ستلقاها مؤصدة في عمدٍ ممدده وهذا جزاء الظالمين.

ليث البحرين
١٤-٨-٢٠١١
ذكرى استقلال البحرين المحتله

قيادة الثورة الواعية


رغم العذابات والجراحات والزج بالرموز في السجون ورغم كل ما حدث ويحدث من ظلامات وجراحات لن يضمدها الإخصائيون. ورغم الضربات الرهيبة التي توجهت لأبطال الثورة من الجنسين إلا إنه ما زال لدى هذا الشعب قيادة مخلصة قادرة على إعادة الأمور للمربع الأول وإحراج النظام وتبيان افلاس جميع مخططاته الإجرامية.

لقد أثبت الإئتلاف إنه الرقم الصعب الذي لن تستطيع لا العائلة الحاكمة ولا أمريكا أن تتجاوزه في صياغة أي حل مستقبلي بالبحرين. فما حدث البارحة وفجر اليوم من تحويل منطقة هامة في قلب العاصمة لمنطقة عسكرية وتفريغ مجمعين كبيرين بالكامل من الزبائن "الدانة والبحرين" وبقاء اكثر من مجمع شبه فاضي "مارينا مول واللؤلؤ" وإغلاق اربع شوارع رئيسية من قبل مرتزقة النظام لهو الإفلاس بعينه.

واغلاق ثلاث قرى وقتل الحياة بها وقصف أهلها بشتى أنواع الأسلحة ومنع أهلها من الخروج من منازلهم وطلق النار والرصاص على الآمنين وعلى كل شئ يتحرك يعطي أكبر دليل عن فشل الحلول الأمنية في وجه مطالب الشعب العادلة.

لذلك نجحت قيادة الثورة متمثلة بإئتلاف ثورة الرابع عشر من فبراير بكسر حواجز الرعب والخوف وفرض قواعد اللعبة من جديد بطريقة مذهله لا تعرف السلطة الحاكمة كيف تتعامل معه فتراها تمارس العقاب الجماعي علها تغرس الفتنه بين الشعب والائتلاف ولكن هيهات. فما عاناه ولاقاه الشعب من صنوف العذاب لا يمكن أن يمر عليه بدون معاقبة الجنات وعلى رأسهم ناصر بن حمد وخليفة بن سلمان.

وختاماً تحية إجلال واكبار لشعب البحرين الأبي الذي بايع هذه الثورة بروحه وماله ودمه واستمر بسلميته رغم الجراحات. وتحية للإئتلاف الذي اعطى الدافع للاستمرار بالثورة بوعي وحنكة سياسية وخصوصاً بتبني شعار تقرير المصير الذي إن تم باستفتاء تشرف عليه الامم المتحده فسنصل لتحقيقٍ صادقٍ لمطالبنا العادلة.

عشتم وعاشت البحرين حرة عربية مستقلة

ليث البحرين
١٢-٨-٢٠١١

دولة الغانون..!!!


لم يَصدق بلطجية وطبالة آل خليفة إلا بهذه الكلمتين فقط "دولة الغانون"!!
فحينما تنتهك حرماتك وتقطع أوصالك فأنت في دولة الغانون!
وعندما هدمت مساجدك وبعضها يعود لمئات السنين وحوربت عقيدتك ومنعت شعائرك الدينية فلا تستغرب فهذه دولة القانون!
ولما عذبت نساؤك وعلقن وتم التحرش جنسياً بهن فهذه إحدى علامات دولة الغانون!
وحين قتل شبابك وأطفالك وشيوخك فأنت حيٌ ترزق في دولة الغانون!
وحين تفصل من عملك أو تطرد من دراستك لأنك تطالب بحقوقك فهذا هو نبراس دولة الغانون!
وحسبك أن تعرف عظمة دولة الغانون عند مرورك بنقاط تفتيش الجيش أو ذهابك لمجمع السلمانية الطبي سترى عجائب الزمن بهذه الدولة!

فمفردة الغانون مشتقة من كلمتي "الغاء-القانون" ودمجت لتكون كلمة واحدة "الغانون". فهنيئاً للطبالة صدقهم هذه المرة فقط وسط بحر أكاذبيهم السمجة التافهه 
ليث البحرين
 ٥-٨-٢٠١١

دوي النحل


في كل عام بمثل هذه الليالي تعمر المجالس بالذكر والدعاء والابتهال لله جل وعلا. فمن ليلة الحادي من رمضان تبدأ الختمات القرآنية وقراءة الأدعية في المساجد والمآتم والمجالس والبيوت.

ودائماً يتم التركيز على الإخلاص بعبادة الباري عز وجل، حيث لا تثمر العبادة بدون الانقطاع التام والإخلاص القلبي بأداء العبادات.

ويتم التركيز سنوياً على نقطة الاخلاص حيث تُؤخذ ليلة العاشر من المحرم كنبراس ودليل ثابت للانقطاع لله ويُذكر كيف كانت ليلة العاشر مليئة بالذكر والدعاء حيث كان لاصحاب الحسين عليه السلام واهل بيته دويٌ ك"دوي النحل".

لم اتخيل هذه العبارة ولم اعطها حقها ومكانتها حتى عشتها ليلة ١٦-٣ يوم هجوم قوات الاحتلال علينا بميدان الشهداء. تُركنا لوحدنا ليس معنا أحد تلك الليلة مفجوعين بعذابات سترة ومجازرها وشهادة احمد فرحان.

مروعين بآلام القرى المحاطة بقطعان المرتزقة التي ترتدي ملابس مدنية وهي مسلحة ومدربة لترويع الآمنين. كنا وحيدين في الميدان بالبرد والغبار والعواصف.

هتفنا لأكثر من نصف ساعة بعد صلاة العشائين "يا منتقم" حتى تشكلت حلقة من نور فوقنا صورها آلاف الشبان والشابات تخليداً لها .. دمعت عيوننا عندها ونحن نذكر كلمات أبا عبد الله "هون علي ما نزل بي انه بعين الله".

الهي اعذرني وسامحني ولكن ستدمع هذه السنة عيني ليس فقط خشية ورهبة وتذللاً لك ولكن ستدمع كذلك لعذاباتنا وجراحاتنا فتجاوز عني. كيف ساسمع دعاء الافتتاح ولا اذكر دوي النحل الذي شغل الدوار في ليلة عاشورائه. كيف سأقرأ الجوشن الصغير ولا يحوم بقلبي صوت المبدع علي حمادي الشجي الذي أبكانا وجعلنا نعيش الدعاء ونحيا أجواء عاشوراء رغم الجو العاصف المغبر الذي كادت تطير خيامنا بسببه.

سامحني يا ربي فدمعة خاشعة لك ودمعة دامية للقلوب المفجوعة فكم من رجل وإمرأة مرت بنا تلك الليلة قد عذبوا او اغتصبوا او حوكموا او فصلوا من اعمالهم او شردوا.

الهي تجاوز عني وارحمني انك انت التواب وسيبقى يرن في مسمعي صوت الحمادي بدعائه الشجي طوال الشهر الكريم "فَلَكَ الحَمْدُ يارَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَلآلائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ".

ليث البحرين
١-٨-٢٠١١

نسيم الكرامة


طفت البارحة الساعة ١٢ ليلاً بميدان الشهداء وجن قلبي بالذكريات
كيف لي أنسى خيمتي التي قضيت بها أكثر من ٢٠ ليلة وما يقارب الشهر جالساً أنا وأحبتي فيها
كيف لي أن أنسى أخوتي وصحبي وضحكاتنا وحواراتنا السياسية والاجتماعية والرياضية ...المتجددة
فحتى الدوار لم يخلو من مزحات وصراعات ريال وبرشلونه

أتذكر اشراقات الصباح وكيف كنا نتوضأ بالماء البارد حتى تتجمد أطرافنا ونرتجف

اذكر كيف نقوم بالجو البارد ومع طلوع الشمس بشرب الشاي الساخن والتبرع اليومي لمضايف الميدان مع قراءة الصحف وتبادل الآراء منذ الصباح

اذكر عمي وأخوتي الذين نظفوا الميدان وابدعوا في مشاركاتهم فكم مرة كنا حرساً لأطرافه وكم يوماً كنا نقضيه في تنظيم حركة السير

كيف لنا ان ننسى هذه الذكريات واللهِ بمجرد المرور فوق جسر الشهداء أضاء ذهني بكلمات الجواهري الخالدة:
شممت ثراك فهب النسيم .. نسيم الكرامة من بلقع

فإن كان هذا حالنا مع نسيم ميدان الشهداء فكيف الحال مع تربة سيد الشهداء المطهرة بدمائه الزكية

نعم إنه نسيم الكرامة يا أبا عبد الله
"لولاك ما عدنا هنا نتحرر
لولاك ما جئنا لكي نتكرر
فالدم دمٌ واحدٌ يتصدر
والعزم عزمٌ ثائرٌ يتصور"

ليث البحرين
٢٤-٧-٢٠١١

شلت يداك يا حمد


شلت يداك يا قاتل الشهداء ومرمل الزينبيات وجارح الايتام
شلت يداك يا قاتل ٣٧ شهيداً ومعذب اكثر من ١٢٠٠ معتقلاً منذ بداية الثورة

... اسمع يا حمد ...
لن تجديك الطائفية اي شئ فنحن شعبٌ أوعى من مؤامراتك الدنيئة

اسمع يا حمد ...
لن تجديك الفتنة بين اطراف المعارضة شيئاً فقمعك لشباب الثورة واعتصاماتهم وسماحك للوفاق بمهرجاناتها لا يعني لنا شيئاً ولن يشق وحدة الصف بل يزيدنا نحن ابناء الأستاذين والمقدادين والسنكيس اصراراً وعزيمة لنسقط نظامك ونحضر فعاليات شباب الثورة رغم الجراحات والتهميش الدائم وقلة الناصر

اسمع يا حمد ...
أنت وعائلتك حثالة البشر وامثالكم لا نريدهم ان يحكمونا بعد الآن
فلا مملكتك الدستورية المزعومة ستنفعك
ولا حوارك التافه او لجنتك الظالمة

اسمع يا حمد ...
سترة اليوم بروحها وثباتها علمتني ان اكون ثائراً كريماً شجاعاً لا يهدف إلا لإسقاطك انت ونظامك الفاشي وقد عمدت يوم ثورتنا بالدم فليستهزأ المستهزؤون وليضحك المتسلقون التافهون
قريباً سننتصر ونرى من يضحك أخيراً ايها المترفون

فترقبوا جيداً .. أليس الصبح بقريب

ليث البحرين
١٥-٧-٢٠١١

دموعٌ صدقت


سيول من الدموع نزلت كحمم البراكين غضباً وألماً وحزناً وضيماً في وطني المحتل الجريح. وكل هذه الدموع هي دموع صدقٍ نزلت طاعةً لله وفي سبيل دينه وعزة هذا الشعب العظيم.

منها دموع الأمهات اللاتي فقدن ابنائهن وفلذات اكبادهن فكم تعبن بارضاع هؤلاء الابطال والبطلات وفي احتضانهم وتربيتهم وسط صعوبات الحياة ومروراً بمراحل العمر المختلفة.

ومنها دموع الأرامل اللاتي فقدن ازواجهن والاخوات اللاتي فقدن اخوانهن فكم من رباب وزينب فقدت حبيبها من جديد. وكم من رقيةٍ وخولة بيننا اغرقتنا بدموع الألم والحزن حتى هزت اركان حياتنا.

ومن هذه الدموع أصدقها وأروعها، أتعرفون لمن هذه الدموع؟
إنها الدموع التي تنزل في السجون في منتصف كل ليلة، الدموع التي تنزل شوقاً للاحبه وسط وجبات التعذيب، الدموع التي تغرق السجانين من عذابات الشرفاء بوحل الرذيلة والانحطاط.

فلا توجد دموع اصدق من دموع الاسرى الذين يعيشون الغربة التامة بالوطن ويلاقون افظع العذابات والتحرشات الجنسية ولكنهم بلقاء اهلهم وأحبتهم يبكون شوقاً وفرحاً ويعطون دفعة صمود لكل حرٍ أبي في البحرين.

نعم فإن دموع الأبطال في سجون الظالمين هي دموع التحدي لا الخوف ولا الخنوع، فهي استمدت قوتها من سجدة الكاظم في طامورة الرشيد، واخذت عزمها من دموع غاندي في سجون الاحتلال، واستنشقت عزتها من قيود مانديلا في سجون الفصل العنصري.

فهل أصحاب هذه الدموع ينهزمون؟؟؟

ليث البحرين
٩-٧-٢٠١١

موتوا بغيظكم!!


نختلف مع بعضنا، نختلف كثيرا، نتناقش، ننتقد، نصرخ في وجوه بعضنا، ولكننا أخوة في وجه عدونا الذي لا يعرف معنا الرحمة. اخوة درب نضال طويل وتضحيات جسام قدمتها كل اطياف معارضة هذا الشعب الأبي الاسلامية والعلمانية.

ولذلك، من أرض ا...لبلاد القديم الطيبة التي قدمت رمزين كبيرين للوطن:
آية الله المجاهد عبد الجليل المقداد
والشيخ البطل محمد حبيب المقداد.

من هذه الارض التي سقطت بها احدى البطلات وكسرت رجلها واغمي بها على صحفية اجنبية وسقط بها نبيل رجب وسط مئات الابطال ليحملوه على اكتافهم.

وسط هذه التضحيات التي قدمها شباب وشابات ١٤ فبراير وتحت رعاية القيادة المتمثلة بإئتلاف الرابع عشر من فبراير والرموز المعذبين بالسجون والجمعيات السياسية المناضلة.

نعم من كل ما ذكرت وتغليباً للعقل والمصلحة العامة للجميع ندعوكم يا أبطال الثورة ومن حضر ملبياً دعوات الائتلاف للحضور وبقوة يوم غدٍ في تجمع الوفاق بكرانة.

نعم فحضورنا لن يكون بيعة للوفاق فنحن نؤمن بلا مركزية القرار ولا نتبع الوفاق كتنظيم او قيادة، ولكننا في درب واحد ولن يخدمنا تفرقنا.

ونحن كلنا ثقة ان الوفاق لن تخذل قاعدتها الشعبية ولا تاريخها من اجل ثمار معلقة لا تقطف. فهي لها مشاركتها الفاعلة بالثورة وانتقاداتنا لها خصوصاً لمشاركتها بالحوار الصوري اعتقاداً منا ان ضرره جسيم على الثورة لا يعني التخوين لرموزها وحضورها الثابت بالثورة.

لذلك سنذهب غداً للمشاركة بالاحتفال تأكيداً على وحدة المعارضة ومساعدة الوفاق شعبياً لتنسحب من هذا الحوار الذي اثبتت تجربتهم صوريته وتفاهته.

والاهم من ذلك أن نقول للأعداء وبلطجية النظام وعلى رأسهم محمد خالد والسعيدي أن هذا شعبٌ واعٍ لن تمر عليه ألاعيبكم القذرة ولن تفرقوا صفه الواحد مهما عملتم ويقول لكم بصوتٍ واحدٍ أن:
موتوا بغيظكم

ليث البحرين
٧-٧-٢٠١١

شكراً لك يا حمد..!!!


نعم.. هل استفزكم العنوان
نعم أنا أشكر حمد آل خليفة رأس النظام الخليفي بالبحرين

... نعم أنا أشكره كل الشكر فلولاه لما تغيرت أبداً
لولا قتله لمشيمع لما تحركت عالفيسبوك والمواقع الالكترونيه
لولا قتله لفاضل لما كسرت الحاجز النفسي لأحضر اول تشييع لشهيدٍ في حياتي
لولا جريمته في فجر الخميس الدامي وهجومه على النساء والاطفال وهم نيام بعد ان لبس بزته العسكرية متبختراً لما هتفت بكل قوتي وأعلى صوتي: يسقط حمد
لولا فضائعه بقتل ورود بلدي كعلي مؤمن وعلي خضير وابوتاكي وعلي عبد الحسن لما انفضح هو وعائلته امامي
لولا قناصته واعدامه لعبد الرضا بوحميد لما تيقنت بقلبي أن: الشعب يريد اسقاط النظام
لولا جريمة ادخال قوات اجنبية للبحرين لما تأكدت انه دخيل على هذا الوطن
لولا هدمه للمساجد والمضائف وإعتداءاته على شعائر الإسلام لما تيقنت إنه وعائلته أعداء لله .. وهل يربح من عاداه
لولا قتله للنساء وترويعهن والتحرش بهن وإهانتهن وحتى اغتصابهن لما وثق قلبي انه زائل وآله من بلدي الطاهر لا محاله
لولا تعذيبه للرجال الرجال في سجونه واغتصابه للشرفاء وتعليقه للرموز لما تيقنت من النصر
لولا .. لولا .. لولا

حقاً شكراً لك يا حمد فقد رسمت درباً جديداً لحياتي لن ينتهي إلا بإسقاط النظام

ليث البحرين
٦-٧-٢٠١١